ثقافة و فن

بالصور : أنغام تونسية خالصة تضيء السهرة الثانية لمهرجان الأغنية

 احتضن مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي ليلة أمس الأحد 9 مارس السهرة الثانية من فعاليات الدورة 23 لمهرجان الأغنية التونسية (8 - 11 مارس 2025) تحت شعار "تونس تغنّي". وخُصّصت هذه السهرة لتقديم الجزء الأول من المسابقة الرسمية بمختلف أصنافها وهي "المعزوفات" و"الأغاني الجديدة" و"الأداء الفردي". وكان للجمهور الحاضر بأعداد كبرى موعد مع باقة من الأعمال الموسيقية والغنائية التي عكست تنوع المشهد الموسيقي التونسي وثراءه. ورافق أداء المتسابقين الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة يوسف بلهاني.

وراوحت السهرة بين مختلف المسابقات: ففي "مسابقة المعزوفات" التي قدمت أعمالا تحمل بصمة جيل من المؤلفين الموسيقيين التونسيين الطامحين إلى تجديد التعبير الموسيقي المحلي، افتتح العرض بمعزوفة "حسينية في طبع الذيل" من ألحان وتوزيع محمد علي كمون وهي عمل مزج بين الطابع التقليدي والإيقاعات المعصرة، تلتها معزوفة "ذكرى من برج الراس" التي حملت توقيع كريم الطرابلسي توزيعا وألحانا واتسمت بحس نوستالجي رفيع.
أما "أليجرا" لذرار الكافي فقد أخذت الحاضرين في رحلة حسية غنية بإيقاعات الغيتار، فيما قدم طارق مبارك معزوفة "واسي" التي بدت كمرثية موسيقية حالمة. وجاءت معزوفة "مدق الحلفة" لعطيل معاوية وتوزيع هادي الفاهم كتحية للتراث التونسي.
وفي "مسابقة الأغاني الجديدة"، تمّ تقديم 7 أعمال غنائية من ضمن 13 عملا في هذه المسابقة. وقد تراوحت بين أغاني الحب والرومانسية وأغاني من الحياة الاجتماعية. وكانت البداية مع "نجمة عمري" بصوت محمد العائدي التي تميزت بكلمات حالمة وأداء لافت، وهي من كلمات الطيب بوعلا- وألحان كمال التاغوتي وتوزيع رياض البدوي. تلتها أغنية "البحر عيناك" لأريج البريك التي ترجمت قصة حب أدتها بإحساس مرهف، وهي من كلمات محمد البرهومي وألحان الناصر صمود وتوزيع منير غضاب.
و قدّم منير الزرقاني أغنية "كي النار" التي كتبها بنفسه وألحان ياسين بن سعيد وتوزيع منير الغضاب. أما بثينة النابولي فقد اختارت "ريح السد" من كلمات سيرين الشكلي وألحان وتوزيع محمد بن صالحة. وغنّى محمد علي شبيل "ملا راحة" بأداء سلس وصوت مرهف، وهي أيضا أغنية من كلمات سيرين الشكيلي وألحان وتوزيع محمد بن صالحة. وبرز ناصر الأندلسي بأغنيته "زهايمر" من كلمات البشير فرح وألحان سيف الدين أنقيرة وتوزيع شكري بوديدح. وكان مسك ختام هذه المسابقة لهذه السهرة مع الفنان شكري بوزيان الذي شارك بعمل بعنوان "عيبي الوحيد" من أدائه وألحانه وكلمات حاتم القيزاني وتوزيع أحمد عنتر، وهو الذي سبق له المشاركة في معظم دورات المهرجان وحصد سبع جوائز مما جعله من أكثر الفنانين تتويجا في تاريخ المهرجان منذ تأسيسه سنة 1987.
وفي مسابقة "الأداء الفردي"، تألقت الفنانة رانية الورغي بأغنية "إذا تغيب عليا يا ولفتي"، حيث قدمتها بإحساس مرهف وأداء متقن استعاد روح الأغنية التونسية التقليدية.
وكان مسك ختام السهرة مع الفنانة نجاة عطية (ضيفة شرف) التي أطربت الحاضرين بمجموعة من أغانيها الشهيرة على غرار "وينو وينو" و"شمس النهار" و"يا لالا" و"كتبتلي على جبيني"، لتمنح الجمهور لحظات طربية خالصة، ختمت بها ليلة مليئة بالأصوات والإبداعات غناء ولحنا وطربا.
وتتواصل فعاليات مهرجان الأغنية في دورته الثالثة والعشرين مع تقديم بقية المشاركين في المسابقات في سهرة اليوم الاثنين 10 مارس، علما أنه وقع الاختيار على 13 أغنية في فئة الإنتاج الجديد و3 أعمال غنائية في مسابقة الأداء الفردي الحر و10 مشاريع موسيقية في مسابقة المعزوفات. وستكون الفنانة نوال غشام ضيفة شرف هذه السهرة. أما يوم الثلاثاء 11 مارس، فسيتم تقديم عرض "ألحان" بقيادة المايسترو محمد بوسلامة. كما تسجّل هذه السهرة الختامية للدورة 23 لمهرجان الأغنية التونسية إطلالة للفنانة نبيهة كراولي، ثم توزيع الجوائز على المتوجين في المسابقات الثلاث.