يستمتع الكثير من الأشخاص الطيبين في حياتهم بالعطاء واللطف الذي يقدمونه للآخرين، مما يجعل البعض يتساءل كيف يُمكن لإنسان أن يشعر بسعادة لمجرد إسعاده غيره حتى لو تطلب منه ذلك المزيد من الجهد والوقت والمال. وفي تحليل للشخصية الطيبة في علم النفس، استخدم الباحثون مقياس السعادة الذاتية، الذي يقيس التجارب اليومية السعيدة وغير السعيدة. وتكون الاستبيان أيضاً من الدافع والاعتراف والعناصر المتعلقة بالسلوك. وطلب الفريق من المشاركين حساب عدد الأعمال الطيبة التي قاموا بها كل يوم، وهي المهمة التي استغرقت أسبوعاً واحداً، فيما استخدم الباحثون نفس المقياس قبل وبعد التدخل، وقاموا أيضاً بقياس الامتنان من حيث صلته باستجابة المشاركين لتلقي اللطف. وكانت النتائج التي توصل إليها الباحثون كما يلي:
تسجيل مستويات أعلى من السعادة
-سجل الأشخاص السعداء درجات أعلى في دافعهم للأداء، واعترافهم بالسلوكيات الطيبة وتفعيلها.
-تمتع الأشخاص السعداء بمزيد من الذكريات السعيدة في حياتهم اليومية من حيث الكمية والنوعية.
-زادت السعادة الذاتية ببساطة عن طريق حساب أفعال الشخص الطيبة لمدة أسبوع واحد.
-أصبح الأشخاص السعداء أكثر لطفاً وامتناناً من خلال التفكير في الأفعال الطيبة التي قاموا بها.
وسلط الباحثون الضوء في علم النفس على أن الشخصية الطيبة تتمتع بصفتين أساسيتين وهما:
-التسامح الحميد وهو نوع من اللباقة اليومية وقبول وحب الآخرين.
-الاستجابة الوجدانية وهي مراعاة لمشاعر أفراد آخرين وتفضيل حاجاتهم ورغباتهم على رغبات الشخص.
وأوضحت الأبحاث أيضاً أن هناك صفة ثالثة تُميز الشخصية الطيبة في علم النفس، وهي "اللطف الجوهري" فهي شعور شامل يشبه التعاطف، ولكنه يتضمن أيضاً إيماءات نشطة ناتجة عن مشاعر دافئة تجاه الآخرين.
المزيد من الأبحاث لتحليل الشخصية الطيبة
ركزت الأبحاث اللاحقة في الشخصية بقيادة والتر ميشيل، على المواقف وكيف تؤدي إلى تغييرات في السلوك، لأن الناس ليسوا منفتحين بطبيعتهم، فقد يكونون هادئين في غرفة مليئة بالغرباء، وقد تمَّ إطلاق عشرات الدراسات بعد مقتل كيتي جينوفيز في عام 1964، التي يُزعم أن ما يصل إلى ثمانية وثلاثين شخصاً شهد مقتلها دون أن يأتي أي شخص لمساعدتها. وفي وقت لاحق، اكتشف المراسلون أن عدداً من الأشخاص اتخذوا بعض الإجراءات للمساعدة، لكن القتل لا يزال مصدر إلهام لقدر كبير من البحث حول "تأثير المتفرج". ووجد علماء النفس أن احتمال مساعدة الأشخاص لشخص ما يقل، إذا كان هناك غرباء في الجوار، ولقد صاغوا مصطلح "تشتيت المسؤولية" لوصف كيف أن الناس في الحشد هم أقل عرضة للتفاعل مع شخص في محنة؛ لأنهم يأخذون دافعهم السلبي من تقاعس الآخرين.
وفي هذه الدراسة، ارتبطت سمة الطيبة واللطف بالمساعدة، من خلال النظر إلى كل من السمات الدائمة للشخصية، وفقاً لتقييم مقاييس الشخصية والأحداث اللحظية التي تؤثر على مزاج الشخص