عالميا

خطة مثيرة للجدل لمنح الحرية لمرتكبي مجازر الإبادة في رواندا

 بعد أن أمضى ضابط الشرطة الرواندي السابق فولغنس كايشيما، أكثر من 20 عاما وهو يفر من قبضة العدالة، إثر ارتكابه جريمة إبادة جماعية بقتل ألفي شخص في رواندا عام 1994، وانتهت بالقبض عليه في أبريل 2023، انتشرت حالة من الغضب العارم في البلاد بسبب إمكانية إطلاق سراحه قريبا مع غيره من مرتكبي الإبادة الجماعية المسجونين.

ويأمل فولغنس كايشيما، الذي تم القبض عليه في جنوب إفريقيا في مايو الماضي، بالاستفادة من خطة جديدة تعتزم من خلالها الحكومة الرواندية إطلاق سراح آلاف المسجونين من مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية، التي راح ضحيتها 800 ألف شخص في 100 يوم خلال الحرب الأهلية التي اندلعت في 1994.
لكن الخطة التي تهدف من خلالها الحكومة إلى إعادة دمج المدانين في تلك الجرائم في المجتمع، تحقيقا لمبدأ "المصالحة الاجتماعية" ولتخفيف الاكتظاظ في السجون، أثارت حفيظة العديد من المنظمات الحقوقية، وأحدثت انقساما كبيرا في أوساط المجتمع الرواندي.
ففي حين أيدها البعض، رأى آخرون أنها "ستثير المزيد من الانقسامات والغضب"، خصوصا في أوساط أقلية قبيلة "التوتسي" التي تكبدت الخسائر البشرية الأكبر على يد مسلحين من قبيلة "الهوتو" ذات الغالبية وسط سكان البلاد، البالغ عددهم نحو 13 مليون نسمة.
ووفقا للصحفي، جون أليكس، فإن حكومة الرئيس بول كاغامي "تعتزم إطلاق سراح آلاف السجناء المدانين بارتكاب الإبادة الجماعية"، لكنه يشير إلى "عقبة كبيرة قد تعيقها".
وقال أليكس: "كايشيما وغيره من مرتكبي الجرائم قد يخافون من الظهور مجددا في أوساط أقارب الضحايا، الذين لا يزالون يطالبون بإنزال أقسى العقوبات، رغم مرور 3 عقود على الجريمة".
وأضاف أن "مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية الذين ينتظرون الاستفادة من الخطة الجديدة، يدركون جيدا أن عملية إعادة اندماجهم ستتطلب قبولا وثقة من المجتمع، الذي ينادي معظم أفراده بتحقيق العدالة".
ماذا تشمل الخطة؟
في إطار الاستعداد لتطبيق الخطة، يتلقى أكثر من 20 ألف سجين تدريبات مكثفة لإعادة تأهيلهم لمرحلة الاندماج الجديدة.
تشمل الخطة المحكوم عليهم في قضايا المشارك بالإبادة الجماعية، والذين ينفذون عقوبات بالسجن لمدد تتراوح بين 20 و30 عاما، أكمل معظمهم أكثر من نصفها.
سيتم الإفراج سنويا عن 2500 سجين، بناء على سجلهم السلوكي واستيعابهم لتدريبات إعادة التأهيل.
ماذا يقول المختصون؟
تبدو المهمة شاقة جدا بالنسبة للمختصين الموكلة إليهم المهمة، التي تتطلب إعدادا نفسيا وعقليا مختلفا للسجناء، الذين يعاني معظمهم من عدم القدرة على مواجهة المجتمع.
في هذا السياق، قال الضابط بوسكو كاباندا، المسؤول عن إعادة تأهيل المئات من السجناء في أحد السجون الغريبة من العاصمة كيغالي، إن "منهج إعادة التأهيل الذي يمر به المدانون يتطلب قدرة هائلة على الفهم والاستيعاب".
كاباندا أوضح أنه "من المهم أن يكونوا قادرين على استيعاب ما يتعلمونه، حتى يتمكنوا من إعادة بناء حياتهم والعيش بشكل سوي داخل المجتمع".
ولا تزال الخطة تحتاج إلى إقناع أقارب الضحايا بجدواها وسلامتها، إذ ينظر الكثير منهم إليها بشك شديد، فهم يخافون من أن يؤدي إطلاق سراح المدانين بالإبادة الجماعية إلى ارتكاب عمليات تطهير عرقي جديدة.