كيف تم اختيار اللون الوردي لون شهر أكتوبر للتوعية بسرطان الثدي؟

ويقام خلال شهر أكتوبر الوردي، العديد من الفعاليات والمؤتمرات والحملات لتشجيع السيدات على الكشف المبكر، هذا بالإضافة إلى دعم الناجيات من سرطان الثدي.

ويعتبر اللون الوردي وخاصة الشرائط الوردية، رمزًا قويًا للتوعية بسرطان الثدي والكفاح من أجل إيجاد علاج له، ويتم استخدامه في جميع أنحاء العالم مع التركيز على القضية عبر البلدان والثقافات واللغات.

وقد أصبحت الأشرطة شائعة كرمز للدعم في التسعينيات، ويجب الإشارة إلى أن الشريط الأول لسرطان الثدي لم يكن ورديًا في الواقع بل كان لون الخوخ الفاتح.

كانت شارلوت هالي ناشطة وناجية من سرطان الثدي تحاول رفع مستوى الوعي حول نقص التمويل الفيدرالي للوقاية من السرطان في عام 1991، حيث أرسلت آلاف البطاقات مع أشرطة الخوخ المرفق برسالة دعم لقضيتها.

وبدأت مؤسسة سوزان جي كومن لسرطان الثدي قبل أشهر قليلة من نهاية عام 1990، في دمج اللون الوردي في قضيتها من خلال توزيع أقنعة وردية للنساء المشاركات في سباقات Race for the Cure.

وبعد أن نجحت الشرائط في خريف عام 1991 في زيادة الوعي بالدعم العسكري ومكافحة الإيدز، بدأت المؤسسة في توزيع شرائط وردية خلال سباقهم في مدينة نيويورك للحديث عن سرطان الثدي.

وتعتبر مؤسسة سوزان جي كومن لسرطان الثدي أول من بدأ في استخدام اللون الوردي كرمز، وفي عام 1991، أنشأت مجلة Self Magazine العدد الافتتاحي لشهر التوعية بسرطان الثدي، وأبرزت المجلة حينها قصة إحدى الناجيات من سرطان الثدي الذي لم يكن منتشر حينها بشكل كبير، وفي نفس العام وبعد زيادة الحديث عن سرطان الثدي تم تسليم أكثر من 1.5 مليون من الشرائط الوردية في ذلك العام، وأنتجت أيضًا 200000 عريضة من الشريط الوردي بجانب حث البيت الأبيض على تخصيص المزيد من التمويل لأبحاث سرطان الثدي.

إن اختيار اللون الوردي ليس مجرد ارتباط أنثوي، بل يعتمد أيضًا على فهم عميق للعواطف والنفسية البشرية، ويظهر اللون الوردي بمثابة تأكيد للحياة، ويوحي بالهدوء ويهدئ الأعصاب، ويُعتقد أيضًا أنه يمثل البهجة والسعادة.

وقد أشارت مارغريت ويلش، مديرة جمعية الألوان في الولايات المتحدة، إلى أن الدراسات أظهرت أن اللون الوردي يمكن أن يكون مرتبطًا بمفاهيم مثل تأكيد الحياة وتهدئة العواطف وزيادة الهدوء وتخفيف التوتر، ويُعتقد أن اللون الوردي الفاتح، مثل اللون الذي يتم استخدامه في شريط التوعية بسرطان الثدي، ويُظهر أيضًا مفهوم العطاء الصحي والتضامن مع النساء اللاتي يعانين من هذا المرض الشديد.

يشهد شهر أكتوبر تكثيفًا خاصًا للأنشطة والبرامج والفعاليات المخصصة للتوعية بسرطان الثدي، وتعمل العديد من المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية، بالإضافة إلى مجموعات الدعم للمرضى جاهدة طوال العام وخاصة في هذا الشهر على تنفيذ فعاليات وبرامج تسهم في مجال الوعي بسرطان الثدي والتوجيه والدعم للمصابين.

ويتم خلال هذا الشهر إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة التي توصي النساء جميعهم دون استثناء بأهمية الرعاية بصحة الثدي، وكذلك تشجيع النساء على الاهتمام بالفحص الذاتي للثدي في الأيام السادسة أو السابعة بعد بداية الدورة الشهرية، وكذلك يتم تشجع النساء على الاستشارة بشكل دوري مع الأطباء لإجراء الفحوصات الدورية للكشف المبكر وعمل أشعة الماموغرام اعتبارًا من سن الثلاثين، وذلك وفقًا للإرشادات الصحية الموصى بها.