أعلنت الولايات المتّحدة الأمريكية عن إسناد تمويل جديد لدعم جهود تونس في تقديم المساعدة الطّارئة إلى المهاجرين، بقيمة 4.45 مليون دولار، سيتمّ تخصيصها لدعم الخدمات المقدّمة إلى المهاجرين، بما في ذلك المساعدة التي تهدف إلى الحفاظ على الحياة، مثل الغذاء والماء والمأوى والنّفاذ إلى العدالة.
وجاء الإعلان خلال لقاء انتظم اليوم الثلاثاء 3 أكتوبر بمقر السفارة الأمريكية بتونس، وحضرته القائمة بأعمال السفارة ناتاشا فرانشيسكي ورئيس بعثة المنظّمة الدّوليّة للهجرة في تونس عزّوز السّامري، والنّائبة الأولى للأمين المساعد لمكتب السّكّان واللاجئين والهجرة مارتا يوث.
وسيوفّر هذا التّمويل الجديد الذي ستحصل عليه تونس عبر تمويل ممنوح من الولايات المتحدة إلى المنظمة الدولية للهجرة، المساعدة والخدمات الإنسانيّة للمهاجرين في تونس الذين يعانون وضعا هشّا، وسيدعم جهود الحكومة التّونسيّة في توفير الإغاثة للمهاجرين وطالبي اللّجوء.
ويتكوّن التّمويل من جزأين، جزء أول يتمثّل في مساهمة طوعيّة أمريكيّة بقيمة مليون دولار أمريكيّ بمثابة استجابة عاجلة لنداء طارئ من المنظّمة الدّوليّة للهجرة، والذي سيوفّر مساعدة مباشرة لإنقاذ حياة المهاجرين الذين يعانون وضعا صعبا في تونس، وتزويدهم بخدمات المأوى والرّعاية الصّحيّة الطّارئة وتسهيل عمل المنظّمة في إدارة الحالات في تونس.
أما الجزء الثاني فستقدّم الحكومة الأمريكيّة فيه 3.45 مليون دولار إلى المنظّمة الدّوليّة للهجرة لمعاضدة جهود الدولة من أجل تمكين النّفاذ المنصف إلى العدالة، ودعم الجهود التّونسيّة لمواءمة قوانينها المتعلّقة بالهجرة مع المعايير الدّوليّة.
وشدّدت القائمة بالأعمال على أنّه ''لا يمكن لدولة واحدة بمفردها أن تحلّ مشكلة الهجرة غير النّظاميّة، وهي حقيقة تنطبق علينا نحن أيضا في الولايات المتّحدة''.
واعتبرت أنه يتعيّن على الحكومات، والمؤسّسات الدّوليّة مثل المنظّمة الدّوليّة للهجرة، ومنظّمات المجتمع المدنيّ مثل جمعيّة الهلال الأحمر التّونسيّ، أن تضافر جهودها للعمل معًا من أجل حماية حقوق المهاجرين، وختمت بالقول: “يجب ألّا ننسى أنّها أوّل من يقدّم يد المساعدة في كثير من الأحيان''.
وأضافت فرانشيسكي: ''نحن نقدّر التزام الحكومة التّونسيّة بالعمل مع المنظّمة الدوليّة للهجرة، وجمعيّة الهلال الأحمر التّونسيّ، لإدارة الاستجابة للهجرة بطريقة إنسانيّة تحترم حقوق الأفراد وكرامتهم''.
ومن جانبه، قال رئيس بعثة المنظّمة الدّوليّة للهجرة في تونس عزوز السّامري، “نتطلّع إلى مزيد التعاون مع السّلطات التّونسيّة والشّركاء الوطنيّين والدوليّين الرئيسّيين للتّصدّي للتّحدّيات ولدعم الفئات الهشة”، مضيفا: ''سنواصل أيضا العمل مع شركائنا لدعم سياسات أنجع لحوكمة الهجرة، التي تضمن للمجتمعات الأكثر هشاشة النّفاذ إلى الخدمات الأساسيّة والمزيد من الفرص لتحسين أوضاعهم''.
وأشارت النّائبة الأولى للأمين المساعد لمكتب السكّان واللاجئين والهجرة مارتا يوث، إلى أنّ التّمويل الجديد يستجيب لتحدّيات المرحلة الحالية، واصفة الشراكة التي تربط الولايات المتحدة الأمريكية بأنها شراكة شاملة وطويلة الأمد.
وعبّرت عن أملها في أن يمكّن هذا الدعم الأخير المقدّم إلى تونس من التّصدّي بشكل جماعيّ من المساهمة في الحدّ من المعاناة الإنسانيّة والمساعدة في إنقاذ الأرواح البشرية.
يُذكر أنّ رئيس الجمهورية قيس سعيّد، أعلن مساء الاثنين 2 أكتوبر، عن رفض تونس عرض الاتّحاد الأوروبي لدعم ميزانية تونس ومكافحة الهجرة غير النظامية، مشدّدا على أنّ ''تونس التي تقبل بالتعاون لا تقبل بما يشبه المنّة أو الصدقة''.
وأكّد سعيّد خلال لقائه وزير الخارجية نبيل عمار، أنّ تونس ترفض ما تمّ الإعلان عنه في الأيام القليلة الماضية من قبل الاتحاد الأوروبي، ''لا لزهد المبلغ، فخزائن الدنيا كلها لا تساوي عند شعبنا ذرة واحدة من سيادتنا”.
وشدّد رئيس الدولة في هذا الإطار، على أنّ ''الشعب التونسي لا يريد التعاطف بل لا يقبل به''.