تواصلت الدعوات الدولية والأممية إلى وقف إطلاق النار في إسرائيل وقطاع غزة.
جاء ذلك في بيانات وتصريحات صادرة عن مسؤولين من الأمم المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي وإيران وروسيا، تزامنا مع تواصل اشتباكات فلسطينية إسرائيلية غير مسبوقة لليوم الثاني على التوالي، الأحد.
الأمم المتحدة
أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، السبت، عن قلقه بشأن تطور الوضع في إسرائيل وقطاع غزة.
وأضاف تورك "أشعر بالصدمة والفزع إزاء التقارير التي وردت هذا الصباح، والتي تفيد بأن الجماعات الفلسطينية المسلحة أطلقت مئات، وربما الآلاف، من الصواريخ العشوائية باتجاه إسرائيل، وأن ما لا يقل عن 22 إسرائيليًا قُتلوا وجُرح المئات".
بريطانيا
أما رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، قال إنه "صدم من الهجمات" التي شنها مسلحو "حماس" هذا الصباح "ضد مواطنين إسرائيليين".
وأضاف: "لإسرائيل الحق المطلق في الدفاع عن نفسها، نحن على اتصال بالسلطات الإسرائيلية، وعلى المواطنين البريطانيين في إسرائيل اتباع توصيات السفر".
وانضم وزير الخارجية البريطاني أيضا إلى الإدانات، قائلا إن بلاده "تدين بشكل لا لبس فيه الهجمات المروعة التي تشنها حماس على المدنيين الإسرائيليين".
وأكد أن بلاده "ستدعم دائمًا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
إيران
أعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دعم بلاده الكامل لفصائل المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل.
وفي بيان صدر الأحد، قال رئيسي إن بلاده تدعم "الدفاع المشروع عن الأمة الفلسطينية" متهما إسرائيل وحلفائها بـ"تعريض أمن دول المنطقة للخطر"، قائلا إنه "يجب محاسبتها".
ودعا الدول الإسلامية إلى دعم الأمة الفلسطينية، مؤكدا أن القمع والظلم والإساءة للنساء والأسرى الفلسطينيين وتدنيس المسجد الأقصى "لن يدوم".
وتابع قائلاً إن "العدو الصهيوني"، في إشارة إلى إسرائيل، يجب أن يعلم أن "المعادلة تغيرت" وأن الفلسطينيين هم "الفائزون".
وفي السياق، كتب متحدث الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي، السبت في مدونة له، أن "الرد القاصم الذي نفذه الشباب الفلسطيني على الممارسات الإسرائيلية الإجرامية، أظهر أن إسرائيل باتت اليوم أكثر هشاشة من أي وقت مضى"، حسب ما نشرت وكالة "إرنا" الرسمية عبر منصة "إكس".
ماليزيا
وتعليقا عن الوضع في فلسطين، قال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، الأحد، إن "المجتمع الدولي يواصل اتخاذ إجراءات أحادية الجانب فيما يتعلق بجميع أشكال القسوة والقمع ضد الشعب الفلسطيني".
وكتب أنور، على منصة إكس: "مصادرة أراضي وممتلكات الشعب الفلسطيني تتم بلا هوادة من قبل الصهاينة، ونتيجة لهذا الظلم تم التضحية بمئات الأرواح البريئة".
وأكد أن بلاده تظل "متضامنة مع نضال الشعب الفلسطيني".
وفي بيان منفصل، قالت وزارة الخارجية الماليزية إن كولالمبور تشعر بالقلق إزاء فقدان العديد من الأرواح بسبب الاشتباكات في قطاع غزة وما حوله.
وأضاف البيان أنه "في هذا الوقت الحرج، يجب على الأطراف المتصارعة ممارسة ضبط النفس ووقف التصعيد بهدف منع وقوع مزيد من الخسائر في الأرواح والمعاناة والدمار".
كما دعت الخارجية الماليزية مجلس الأمن الدولي إلى "عقد جلسة طارئة بشكل عاجل لمطالبة جميع الأطراف بوقف العنف وكذلك احترام وحماية أرواح المدنيين الأبرياء".
روسيا
وبهذا الخصوص، دعت وزارة الخارجية الروسية، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار، ونبذ العنف، وممارسة ضبط النفس، والبدء، بمساعدة المجتمع الدولي، في عملية مفاوضات تهدف إلى إقامة سلام شامل ودائم طال انتظاره في الشرق الأوسط.
وفي معرض تعليقها على أحداث السبت، قالت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إننا "نشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد الحاد في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وأضافت زاخاروفا: "في هذا الصدد، نؤكد موقفنا المبدئي والثابت بأنه لا يمكن بوسائل القوة حل هذا النزاع المستمر منذ 75 عاما، ويمكن تسويته حصرا بالوسائل السياسية والدبلوماسية، ومن خلال الانخراط في عملية مفاوضات كاملة استناداً إلى الإطار القانوني الدولي المعروف، الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها في القدس الشرقية، تتعايش مع إسرائيل بسلام وأمن".
واعتبرت "التصعيد الحالي واسع النطاق مظهرا خطيرا للغاية لحلقة مفرغة من العنف الناتج عن الفشل المزمن في الامتثال للقرارات ذات الصلة الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها من ناحية، وعرقلة الغرب لعمل اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، التي تضم وسطاء دوليين من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة".