حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الانهيار الكامل لنظام الدعم الإنساني في القطاع ومن العواقب المدمرة على أمن المنطقة برمتها، مشيرا إلى أنه لا توجد حماية فعالة للمدنيين في غزة كما لا يوجد مكان آمن في القطاع.
ودعا غوتيريش، اليوم الجمعة 8 ديسمبر، ساعات قبل تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مطلب وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في الحرب على قطاع غزة، إلى إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة لأسباب إنسانية.
وقال: “إننا نتوقع أن تؤدي الأحداث في قطاع غزة إلى انهيار كامل النظام العام ما يزيد الضغط على السكان من أجل النزوح الجماعي تجاه مصر”، مشيرًا إلى أن 85% من سكان القطاع اضطروا إلى مغادرة منازلهم دون أدنى مقومات الحياة.
وأكد أن التهديد الذي يتعرض له موظفو الأمم المتحدة في غزة لم يسبق له مثيل، وأن أكثر من 130 من موظفي الأمم المتحدة قتلوا في الحرب، في خسارة تمثل الأكبر في الأرواح في تاريخ الأمم المتحدة.
وفيما أشار إلى أن العمليات العسكرية المتواصلة تحد من إمكانية الوصول إلى المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية، أكد أن الأمم المتحدة متمسكة بمواصلة تقديم المساعدات إلى السكان، رغم أن القيود التي تفرضها إسرائيل في غزة تجعل تلبية منظمات الأمم المتحدة احتياجات السكان صعبة.
من جانبه، قال مندوب فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور، إن إسرائيل تخطط للتطهير العرقي في غزة وسلب ممتلكات الشعب الفلسطيني وتهجيره قسرا، مشيرًا إلى أن الحرب على غزة هدفها إنهاء القضية الفلسطينية.
وأكد أن لا شيء يبرر الفظائع التي تتم بحق الفلسطينيين، داعيا مجلس الأمن إلى العمل على إنهائها، مشددًا على أن رفض مجلس الأمن أي دعوة إلى وقف إطلاق النار يعني رفضه وقف الإبادة الجماعية وقتل المدنيين.
يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة أعلن تفعيل المادة 99 من الميثاق وهي “أقوى أداة يمتلكها” في ميثاق المنظمة، وذلك بهدف لفت النظر والتنبيه إلى أنّ ما يجري في غزة “يهدد حفظ السلم والأمن الدوليين”.
وهذه هي المرّة الأولى التي يقوم فيها، أنطونيو غوتيريش، بتفعيل المادة 99 من الميثاق، منذ أن أصبح أمينا عاما للأمم المتحدة عام 2017.
ووفق المادة 99 فإنّ “للأمين العام أن ينبّه مجلس الأمن إلى أيّ مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين”.
وقال غوتيريش في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، إنّه لمواجهة الخطر الجسيم لانهيار النظام الإنساني في غزة، “أحثُّ مجلس الأمن على المساعدة في تجنّب وقوع كارثة إنسانية وأناشد إعلان وقف إنساني لإطلاق النار”.