تسهم الفوضى بشكل كبير في التأثير على الحالة النفسية على المستويين الفردي والأسري، وخصوصاً لدى الأمهات والنساء عموماً. وترتبط الفوضى بالمشاعر السلبية مثل الارتباك والتوتر والتهيج، فيما تؤدي البيئة المنظّمة إلى إنتاج مشاعر أكثر إيجابية مثل الهدوء والشعور بالرفاهية. اكتشفي تأثير الفوضى على الحالة النفسية، في الآتي:
وجدت دراسة أن النساء اللاتي وصفن أماكن معيشتهن بأنها مزدحمة أو مليئة بالمشاريع غير المكتملة كنّ أكثر عرضة للإرهاق والاكتئاب من النساء اللاتي وصفن منازلهن بأنها مريحة ومتجددة. ووجد الباحثون أيضاً أن النساء ذوات المنازل الفوضوية أو المزدحمة لديهن مستويات أعلى من الكورتيزول.
نظرية الفوضى في علم النفس
نظرية الفوضى، هي نظرية تشرح الأحداث التي تبدو غير متوقعة وغير منظّمة أو منتظمة، ولكن يتم التحكم فيها من خلال تفسيرات حتمية. تشرح النظرية أن التغييرات الصغيرة للغاية في الظروف الأولية للموقف يمكن أن تؤدي إلى اختلافات شديدة في وقت لاحق.
يشير منظور نظرية الفوضى إلى أن أحداث الحياة التي تبدو صغيرة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الصحة العقلية والسلوك البشري. ويرى هذا المنظور أيضاً أن الحياة غير مؤكدة وأن الناس يجب أن يتعاطفوا مع أنفسهم خلال أوقات التحول وأن يبحثوا عن طرق للتكيف والنمو. كما تقدم نظرية الفوضى نهجاً أكثر واقعية. ومع هذا النهج، من الممكن أن يكون لأحداث الحياة التي تبدو غير مهمة تأثير هائل على الصحة النفسية العقلية والسلوك البشري.
تأثيرات الفوضى السلبية على الصحة النفسية
إبطاء التركيز وخلق الارتباك والتوتر
اكتشفت دراسة أجراها باحثون في جامعة برينستون أن الفوضى يمكن أن تجعل من الصعب التركيز على مهمة معينة. وبشكل أكثر تحديداً، اكتشفوا أن القشرة البصرية للشخص يمكن أن تطغى عليها أشياء لا تتعلق بمهمة معينة، مما يجعل من الصعب التركيز وإكمال المشاريع بكفاءة.
يمكن أن تؤدي الفوضى إلى مزيد من التوتر والقلق، ولكن من خلال التنظيف والتنظيم وتقليل الفوضى، يستطيع الأشخاص التحكم في بيئتهم وإنشاء بيئة أكثر استرخاءً تساعدهم على التركيز بشكل أفضل على القضايا الأكثر إلحاحاً في حياتهم.
تقليل المشاركة
وجدت دراسة جديدة أن الحياة المنزلية الفوضوية لها تأثير سلبي على الحالة النفسية وعلى كيفية تفاعل الأسر وتواصلها، مع زيادة الفوضى التي تؤدي إلى تقليل المشاركة.
وأظهرت أبحاث أخرى أن الأمر يمكن أن يكون مرهقاً بشكل خاص للأمهات، ربما لأنهن يشعرن بأنهن بحاجة إلى إدارة البيئة المنزلية.
صعوبة التركيز
وجدت دراسة أجرتها جامعة كونيتيكت أن الفوضى تؤدي إلى تشتيت الانتباه حقاً وتجعل من الصعب التركيز أو إكمال المشاريع الأخرى. ولذلك يلجأ الكثيرون أثناء التوتر وزيادة القلق إلى السلوكيات المتكررة مثل التنظيف، لأنه يمنحهم شعوراً بالسيطرة خلال أوقات الفوضى.
إذا كنت تواجهين مشكلة في التركيز على مشروع ما، فقد ترغبين في محاولة تنظيم مساحة العمل الخاصة بك أولاً. قد تجدين أن تخصيص بضع دقائق فقط لتنظيم أغراضك وإزالة أي فوضى سيسهل عليك التركيز وإنجاز عملك
تشتيت الانتباه
عندما يكون منزلك فوضوياً أو متسخاً بشكل استثنائي، فإن ذلك يمكن أن يؤثر على قدرتك على التركيز. وتحدُّ الفوضى أيضاً من قدرة عقلك على معالجة المعلومات. في الواقع، اكتشف الباحثون أن الناس أقل انفعالاً، وأقل تشتتاً، وأكثر إنتاجية، وأكثر قدرة على معالجة المعلومات في منطقة عمل منظمة ومرتبة.
إن الحد من عدد الممتلكات التي تمتلكينها يمكن أن يكون له نفس التأثير، لأنه يقلل من عدد الأشياء التي تتنافس على جذب انتباه عقلك.