عالميا

60 نائبا أمريكيا يرفضون التهجير القسري لسكان غزة

 حثّ 60 نائبا ديمقراطيّا في مجلس النواب الأمريكي، أمس الجمعة، وزير الخارجية أنتوني بلينكن على تأكيد موقف الولايات المتحدة المعارض بقوة للتهجير القسري والدائم للفلسطينيين من قطاع غزة.

وأعرب النواب ،في رسالة لهم ،عن قلقهم من الخطاب المتطرّف الصادر عن مسؤولين إسرائيليين ومقترحات من الحكومة الإسرائيلية تدعو إلى التهجير القسري للفلسطينيين خارج غزة.
وكان كلّ من وزيري المالية والأمن القومي الإسرائيليين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، قد جاهرا في وقت سابق بالدعوة إلى تهجير الفلسطينيين من غزة وإعادة احتلال القطاع وبناء مستوطنات فيه.
ودعا بن غفير إلى عودة المستوطنين إلى غزة بعد انتهاء الحرب، وإلى تهجير السكان الفلسطينيين إلى بلدان تقبل استقبالهم باعتبارهم لاجئين.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن سموتريتش قوله إنّ ''أكثر من 70% من الجمهور الإسرائيلي يؤيّد حلّا إنسانيا لتشجيع الهجرة الطوعية لعرب غزة واستيعابهم في بلدان أخرى''.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدوره إنّه يعمل على ''الهجرة الطوعية'' لسكان غزة، ويبحث عن بلدان يمكن أن تستضيفهم، وذلك بعد طرح مقترح تهجير سكان غزة إلى سيناء المصرية مع بداية الحرب.
من ناحية أخرى، أصدر 16عضوا يهوديا في مجلس النواب الأمريكي -وجميعهم من الحزب الديمقراطي- بيانا أعربوا فيه عن اختلافهم الشديد مع تصريحات نتنياهو الأخيرة بشأن مستقبل الدولة الفلسطينية.
وأشار النواب إلى أنّ حل الدولتين هو المسار للمضي قدما.
 
ومن بين الموقّعين، على البيان، كبير الديمقراطيين في اللجنة القضائية جيري نادلر وكبير الديمقراطيين في لجنة الرقابة جيمي راسكين والنائب آدم شيف.
يشار إلى أنّ نتنياهو قال في وقت سابق الخميس إنّه أبلغ الولايات المتحدة بمعارضته إقامة دولة فلسطينية ''في إطار أيّ سيناريو لمرحلة ما بعد الحرب'' على غزة، وذلك بخلاف الرغبة الأمريكية.
وأضاف نتنياهو -خلال مؤتمر صحفي- أنّه “في أيّ ترتيب مستقبلي تحتاج إسرائيل إلى السيطرة الأمنية على جميع الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن''.
ونوّه بأنه ''يجب أن يكون رئيس الوزراء قادرا على قول (لا) لأصدقائنا''، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وجاءت تصريحات نتنياهو في وقت دعت فيه واشنطن تل أبيب إلى تقليص هجومها على غزة، مؤكّدة أنّ إقامة دولة فلسطينية يجب أن يكون جزءا من ''اليوم التالي'' للحرب.
ومن ناحيته، نفى الرئيس الأمريكي جو بايدن، في وقت متأخّر الجمعة، استحالة تحقيق حل الدولتين مع بقاء رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في السلطة.
وقال بايدن خلال حديثه للصحفيين، إنّ ''نتنياهو لا يعارض حل الدولتين، وناقشنا الأمر اليوم الجمعة''.
وأضاف، ردّا على سؤال بخصوص استحالة حل الدولتين بوجود نتنياهو في السلطة: ''لا ليس مستحيلا''، وفقا لرويترز.
ولفت بايدن إلى أنّ ''هناك عددا من أنماط حل الدولتين، فبعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ليس لديها جيوش''.
وفي وقت سابق الجمعة، أجرى بايدن اتصال هاتفي مع نتنياهو لأول مرة منذ أكثر من 20 يوما، بحثا خلالها الجهود الجارية لتأمين إطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين المتبقّين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية ''حماس''، وفقا لبيان البيت الأبيض.
وأضاف البيت الأبيض أنّ بايدن بحث أيضا مع نتنياهو ''حل الدولتين في ظل ضمان أمن إسرائيل”، فضلا عن “رؤية الرئيس الأمريكي للسلام والأمن الدائمين لإسرائيل، واندماجها بشكل كامل في المنطقة''.
تأتي تصريحات بايدن، عقب عودة الخلافات العميقة في وجهات النظر بين دولة الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية، لتطفو على السطح مجدّدا بشأن فترة ما بعد انتهاء العدوان على قطاع غزة وقيام دولة فلسطينية.
والخميس، قال نتنياهو إنّه أبلغ الولايات المتحدة بمعارضته إقامة دولة فلسطينية، ''في إطار أيّ سيناريو لمرحلة ما بعد الحرب على غزة''، بخلاف الرغبة الأمريكية.
وشدّد على ضرورة أن تكون لدولة الاحتلال “السيطرة على كامل المنطقة من البحر إلى النهر''.
وحين سُئل المتحدّث باسم البيت الأبيض جون كيربي، عن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال اليمينية المتطرّفة، قال: ''واضح أنّنا نرى الأمور بشكل مختلف''.