قضت المحكمة بحبس الملحن المصري أحمد حجازي 6 أشهر وكفالة 2000 جنيه بتهمة ازدراء الأديان، وذلك بعد ظهوره في مقطع فيديو وهو يقرأ القرآن على أنغام العود.
وظهر حجازي في الفيديو، وهو يتلو الآية 81 من سورة يس “أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمۚ بَلَىٰ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ”، على أنغام العود، الأمر الذي أثار غضب الكثيرين، معتبرين ذلك من باب الاستهزاء بالقرآن.
وبرغم تبريرات صاحب فيديو تلحين القرآن وتلاوته بالموسيقى، لكن مقطع تلحين القرآن أثار غضبا شديدا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، سيما في مصر، مؤكّدين أن الله طالب قراء القرآن بترتيله ولم يطالبهم بتلحينه.
وبالتوازي مع الحادثة، كلّف الشيخ محمد حشاد شيخ عموم المقارئ المصرية ونقيب القراء حاتم مقلد المستشار القانوني للنقابة، بتقديم بلاغ للنائب العام ضدّ صاحب الواقعة المنكورة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان “ملحن ممسكا بالعود ويقرأ القرآن بالموسيقى”، وفق مواقع محلية.
بدورها دخلت دار الإفتاء المصرية على الخط، حيث ذكرت الحكم الشرعي في تلحين القرآن، من خلال إحدى فتاويها، التي تمّ نشرها عبر موقع الإفتاء، والقائل: “إخضاع القـرآن الكريم للنغمات الموسيقية، وقراءته قراءة مصحـوبة بالآلات الموسيقية، والتغني به محرم شرعا”.
وأوضحت دار الإفتاء في فتواها عن تلحين القرآن الكريم وقراءته بالموسيقى “تداول البعض على صفحات التواصل الاجتماعي قيام شخص بالتغنّي بآيات الذكر الحكيم مصحوبة بالآلات الموسيقية”.
وتابعت: “القرآن الكريم هو كلام رب العالمين، أنزله الله على الرسول صلى الله عليه وسلم هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، ولم ينزله ليطرب به الناس أو يتغنّوا به. وقد أمر الله المسلمين بفهم معانيه وتدبّر ما فيه من عظات وآداب بكل أحكامه”.
واسترسلت: “إنّ سماع القرآن كما تُسمع الأغاني، يجعله أداة لهو وطرب، تصرف السامع إلى ما فيه من لذة وطرب، عمّا أنزل القرآن له من هداية الناس وإرشادهم”.
كما شدّدت الدار على أنّ: “القرآن الملحَّن بالموسيقى، ليس هو القرآن الذي أنزله الله على رسوله، وتعبدنا بتلاوته التي تلقيناها عن الرسول صلى الله عليه وسلم”.
وأضافت دار الإفتاء المصرية: “قـراءة القرآن ملحنا تلحينا موسيقيّا وسماعه مصحوبا بآلات الموسيقى، تحريف وتبديل لكتاب الله؛ وفي ذلك ضياع الدين وهلاك المسلمين”.
ومن جانبه، كشف المستشار محمد ميزار أنّ القانون يعرف جريمة ازدراء الأديان بأنّها احتقار الدين، أو أحد رموزه، أو مبادئه الثابتة، أو نقده أو السخرية منه بأيّ شكل من الأشكال، أو إساءة معاملة معتنقيه، لأنّ مثل هذه السلوكيات هي التي تثير الفتن.
وأضاف المستشار القانوني: “إنّ الهجوم بأيّ شكل على كل ما يتعلق بالدين يعدّ ازدراء له، ولا يسمح به مطلقا، والقانون الجنائي يعاقب عليه”، مشدّدا على أنّ ازدراء الأديان يعني العمل على تحقير المعتقدات والرموز الدينية الخاصة بما يقلّل احترام المجتمع لها.
وأوضح أن المادة 98 من قانون العقوبات تنصّ على: “يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تجاوز 5 سنوات، أو بغرامة لا تقل عن 500 جنية ولا تجاوز ألف جنيه، لكل من استغل الدين في الترويج أو التحبيذ بالقول أو بالكتابة أو بأيّ وسيلة أخرى لأفكار متطرفة، بقصد إثارة الفتنة أو التحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية، أو الطوائف المنتمية إليها، أو الضرر بالوحدة الوطنية أو بالسلم الاجتماعي”.
وقال الشيخ محمد حشاد نقيب القراء خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “صالة التحرير” الذي تقدّمه الإعلامية المصرية عزة مصطفى بقناة “صدى البلد”: “الملحن أحمد حجازي اتصل بي منذ يومين، وقال إنّه أفرج عنه بعد القبض عليه ويريد أن يعتذر، فقلت له أنت لم تخطئ في حقي، ولكنك أخطأت في حق القرآن الكريم، فعليك أن تعتذر للمسلمين كافة، واعتذر بالفعل”.
وأضاف: “أنا بشكل شخصي مسامح الملحن أحمد حجازي والله يقبل التوبة، هو أعرب عن أسفه الشديد واعتذر ووعد بأن لا يكرّر ما فعله، وأنا بدوري سأعرض اعتذاره على مجلس القراء”.
وكشف الملحن أحمد حجازي، عن حزنه بسبب ظهور مقطع فيديو قديم له منذ عام 2000، يظهر في المقطع وهو يعزف العود وكأنه يلحّن القرآن.
وفي السياق ذاته، أصدر حجازي، بيانا قال فيه: “أعتذر أنا الموسيقار أحمد حجازي إلى كل الغيّورين على القرآن الكريم، وفي مقدّمتهم الأزهر الشريف ونقابة قراء القرآن الكريم ومشيخة عموم المقارئ المصرية، وإلى مسلمي العالم عن الخطأ الذي وقعت فيه”.