أكّدت صحيفة أمريكية أن عمليات الهدم التي تقوم بها القوات الإسرائيلية البرية تمحو مناطق واسعة من قطاع غزة، وتغيّر صورة المكان.
وفي تقرير نشرته، أوضحت صحيفة ''نيويورك تايمز'' أن عمليات الهدم التي تقوم بها القوات الإسرائيلية البرية في قطاع غزة جرى معظمها خارج ''المنطقة العازلة''.
وأورد التقرير أنّ فندقا منتجعيا مطلا على البحر الأبيض المتوسط، ومحكمة متعدّدة الطوابق بُنيت عام 2018، وعشرات المنازل، دمروا في ثوان بضغطة الزناد.
وقالت الصحيفة: ''لقد تم توثيق الأضرار التي سببها الهجوم الجوي الإسرائيلي على غزة بشكل جيّد. لكن القوات البرية الإسرائيلية نفذت أيضًا موجة من التفجيرات الخاضعة للرقابة والتي غيرت المشهد بشكل جذري في الأشهر الأخيرة''.
وبيّنت الصحيفة أن ما لا يقل عن 33 عملية هدم خاضعة للمراقبة أدّت إلى تدمير مئات المباني، بما في ذلك المساجد والمدارس وأجزاء كاملة من الأحياء السكنية – منذ نوفمبر، حسب ما يظهر تحليل أجرته صحيفة نيويورك تايمز للقطات عسكرية إسرائيلية ومقاطع فيديو في وسائل التواصل الاجتماعي وصور الأقمار الصناعية.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم جيش الاحتلال قوله بخصوص عمليات الهدم، إن الجنود ''يحدّدون ويدمرون البنى التحتية الإرهابية الموجودة، من بين أمور أخرى، داخل المباني'' في المناطق المدنية، مضيفًا أن أحياء بأكملها تعمل في بعض الأحيان بمثابة ''مجمعات قتالية'' لحماس.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين إسرائيليّين قالوا إن إسرائيل تريد هدم المباني الفلسطينية القريبة من الحدود جزءا من مساع إلى إنشاء ''منطقة أمنية عازلة'' داخل غزة، مما يزيد من صعوبة الأمر على الفلسطينيين.
وجاء في تقرير الصحيفة أن معظم مواقع الهدم حدثت خارج ما يسمى بالمنطقة العازلة. وقد لا يمثل عدد عمليات الهدم المؤكدة، بناءً على توفر الأدلة المرئية، سوى جزء من العدد الفعلي الذي نفذته إسرائيل منذ بدء الحرب.
وأوضحت الصحيفة أن تنفيذ عمليات الهدم يتمّ عبر دخول الجنود إلى المباني المستهدفة لوضع ألغام أو متفجرات أخرى، ثم يغادرون للضغط على الزناد من مسافة آمنة، مضيفة أنه في معظم الحالات، قامت القوات الإسرائيلية بتطهير المناطق المحيطة وتأمينها، لكن في مناطق القتال النشط، لا تخلو عمليات الهدم من المخاطر.
وذكّر التقرير بمقتل 21 جنديًا إسرائيليًا الأسبوع الماضي بينما كانت وحدتهم تستعد لتفجير عدة مبانٍ بالقرب من الحدود في وسط غزة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن مجاهدين فلسطينيين أطلقوا قذيفة صاروخية في اتجاههم مما أدّى إلى انفجار العبوات الناسفة.
وكان الجنود يقومون بتطهير المنطقة للسماح لسكان جنوب إسرائيل بالعودة بأمان إلى منازلهم، وفق الأدميرال دانييل هاغاري، المتحدث الرئيسي باسم جيش الاحتلال.
في ديسمبر، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكيّة، ماثيو ميلر، إن إنشاء منطقة عازلة على طول حدود غزة مع إسرائيل التي يبلغ طولها حوالي 36 ميلاً سيكون بمثابة ''انتهاك'' لموقف واشنطن طويل الأمد ضد تقليص الأراضي في غزة.
ويقول خبراء في القانون الإنساني إن عمليات الهدم، التي من شأنها أن تمنع بعض الفلسطينيين من العودة في نهاية المطاف إلى منازلهم، يمكن أن تنتهك قواعد الحرب التي تحظر التدمير المتعمد للممتلكات المدنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد مقاطع الفيديو لعملية الهدم في أواخر نوفمبر، يظهر تدمير ما لا يقل عن أربعة مبان سكنية شاهقة على بعد بنايات من مستشفى كبير في مدينة غزة جرّاء عمليّة تفجير خاضعة للرقابة.
ودمرت عملية هدم أخرى في ديسمبر أكثر من عشرة مبان حول ساحة فلسطين المركزية بالمدينة، والتي قال الجيش الإسرائيلي إنها كانت موقعا لشبكة كبيرة من الأنفاق.