بدأت أول سفينة تحمل مواد غذائية تفريغ أطنان من المساعدات في قطاع غزة المحاصر لتجنّب مجاعة، في وقت تعاود فيه المفاوضات بغية التوصّل إلى هدنة في الحرب الدائرة بين المحتل الإسرائيلي وحركة المقاومة حماس منذ أكثر من خمسة أشهر.
وكانت المساعدات تصل في وقت سابق من مصر عبر معبر رفح في جنوب غزة، بعد إخضاعها لتفتيش إسرائيلي دقيق، لكنّها تظل غير كافية على الإطلاق بالنظر إلى الاحتياجات الهائلة للسكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
تحاول منظمات ودول التسابق مع الزمن في محاولة لإيصال مزيد من المساعدات الانسانية مباشرة إلى شمال قطاع غزة من خلال إلقائها من الجو أو من خلال ممر بحري انطلاقا من قبرص، لكن الطريقة الأخيرة أحدثت جدلا وشكوكا حول نيّة واشنطن التي تصر على إحداث ميناء وقتي في غزة.
وشدّدت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى في الأيام الأخيرة على أنّ نقل المساعدات بحرا أو جوا لا يمكن أن يحلّ كليّا مكان نقلها برا.
وأبحرت من قبرص، الثلاثاء، سفينة تابعة لمنظمة ''أوبن آرمز'' غير الحكومية الإسبانية، قاطرة منصة محمّلة بـ200 طن من المؤن من منظمة ''وورلد كيتشن سنترال''، وبلغت رصيفا عائما على شاطئ قطاع غزة وبدأت تفريغ حمولتها عصر الجمعة.
وقالت المنظمة غير الحكومية عبر منصة ''اكس''، إنّ ''وورلد كيتشن سنترال تفرغ حوالي 200 طن من الأرز والدقيق والبروتينات وغير ذلك وصلت بحرا في وقت سابق''.
وأضافت: ''فيما تفرغ هذه الحمولة تستعد سفينتنا الثانية للإبحار من قبرص مع مئات الأطنان من المواد الغذائية الإضافية''.
وأكّدت ''أوبن آرمز'' أنّه ''رغم الظلام والصعوبات لا يتوقّف العمل في غزة لتفريغ 200 طن من الأغذية من وورلد سنترال كيتشن (..) نأمل أن يشكّل هذا الممر الذي دشّناه اليوم طريقا موازية للطرقات البرية لتخفيف وطأة الجوع والمعاناة''.
وقال النازح أبو عيسى إبراهيم فلفل لوكالة فرانس برس وهو ينتظر على الشاطئ بعد مشاهدة السفينة في البحر، ''إن شاء الله سيحضرون الطعام للأطفال… ندعو الله أن يكون الطعام كافيا لأن الناس هنا يتضوّرون جوعا''.