عثر، أمس الإثنين، على مقبرة جماعية لفلسطينيين دفنتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في باحة مجمع الشفاء الطبي في غزة بعد إعدامهم خلال اقتحامها للمجمع قبل أسابيع.
وظهرت المقبرة في فيديو عرضته قناة "الجزيرة" الفضائية، تضمّن مشاهد قاسية، حيث أظهر صور جثث لفلسطينيين أعدمتهم قوات الاحتلال حديثاً، وكانوا يرتدون ملابس داخلية، وجثة لمصاب على قدمه جبيرة، وجثة مسنّ يبدو أنه كان مريضاً يعالج في المجمع.
في حين قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إن الفرق الطبية انتشلت 9 جثامين من محيط مستشفى الشفاء.
وأضاف أن "الاحتلال أعدم 400 شهيد في مجمع الشفاء، واستطعنا انتشال 9 جثامين”، متابعاً أن “بعض الجثامين يظهر عليها بعض المستلزمات الطبية التي كانت مع المرضى".
وقال أطباء وشهود عيان إن الفلسطينيين الذين عُثر على جثامينهم أعدمتهم قوات الاحتلال، وإن بينهم جرحى تعرفت عليهم عائلاتهم.
وبين إسماعيل ثوابتة مدير المكتب “استدل على أن بعض الشهداء هم مدنيون وجرحى تم إعدامهم بشكل متعمد من الجيش الإسرائيلي قبل دفنهم في الرمال”، موضحا أن بعضها لم يتحلل بعد مما يعني أن الجيش أعدمهم قبيل انسحابه من المستشفى بقليل.
وشدد على أن الجيش الإسرائيلي تعمد ارتكاب ما وصفها “بجرائم” ضد الإنسانية دون أن يفرق ما بين مدني وعسكري وطبيب ومريض، فالجميع بالنسبة له كان “محل استهداف”.
في الموازاة، أبقت قوات الاحتلال على وتيرة هجماتها العنيفة ضد قطاع غزة، خاصة منطقة الوسط، التي تشن فيها عملية برية منذ أسبوع، كما نفذت عملية توغل برية جديدة في مناطق شمال قطاع غزة، وهو ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء الجدد.
واستمر القصف الجوي والمدفعي العنيف لمخيم النصيرات وسط القطاع، خاصة المناطق الشمالية من المخيم التي ينفذ فيها جيش الاحتلال عملية برية منذ أسبوع.
وقال شهود عيان إن القصف الجوي والمدفعي تصاعد بشكل مخيف منذ ليل الأحد، حيث سمعت أصوات انفجارات ضخمة على مدار الساعة.
وقال سكان من منطقة المخيم الجديد شمال النصيرات، إن الوضع هناك بات كساحة الحرب، وإن الكثير من منازل ومباني تلك المنطقة قد سوي بالأرض جراء الاستهداف العنيف لجيش الاحتلال.
وأجبر الهجوم البري لجيش الاحتلال غالبية سكان منطقة المخيم الجديد، وكذلك أهالي منطقة الدعوة وشمالي منطقة المفتي على الرحيل القسري.
إلى ذلك، أفرجت قوات الاحتلال عن 150 أسيرا كانت قد اعتقلتهم من مناطق مختلفة من غزة خلال الفترة الماضية، وتعرضوا للتنكيل والتعذيب، حيث إن أحدهم بترت ساقه بسبب الإهمال الطبي.
وجرى إطلاق سراح هؤلاء عند معبر كرم أبو سالم. وذكرت مصادر طبية أنه جرى على الفور تحويل سبعة منهم إلى مستشفى النجار في مدينة رفح لتلقي العلاج، بسبب سوء أوضاعهم الصحية. وأدلى بعض المفرج عنهم بشهادات مروعة عن حالات تعذيب وتنكيل تعرضوا لها على يد الجنود الإسرائيليين.
إلى ذلك، قال خبراء حقوقيون أمميون، أمس الإثنين، إن التدمير الممنهج والواسع للإسكان والخدمات والبنية التحتية المدنية الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة يمثل “جريمة ضد الإنسانية”.
وأضافوا في بيان، أن “نسبة تدمير المنازل والبنى التحتية خلال 6 أشهر من الحرب الإسرائيلية على غزة هي الأعلى مقارنة بأي صراع في التاريخ”.
وأعربوا عن أسفهم لاستخدام إسرائيل الذكاء الاصطناعي والتوجيهات العسكرية ذات الصلة في غزة، ما أدى إلى خسائر غير مسبوقة في صفوف المدنيين والإسكان والخدمات الحيوية والبنية التحتية.
وجاء في البيان: “نشعر بالقلق بشكل خاص إزاء الاستخدام المزعوم للذكاء الاصطناعي لاستهداف منازل عائلات نشطاء حماس المشتبه بهم، عادة في الليل عندما ينامون، بذخائر غير موجهة تعرف باسم القنابل الغبية” .
والقنبلة غير الموجهة والمعروفة أيضاً باسم قنبلة الجاذبية، أو القنبلة الغبية، هي تقليدية أو نووية محمولة بالطائرات ولا تحتوي على نظام توجيه، وبالتالي تتبع مسارًا باليستيا.