في نسخة جديدة بايقاع كوميدي مكثف وموجز لأبرز حلقاتها الخمس، قدم الممثل عزيز الجبالي رفقة مجموعة من الممثلين مساء الثلاثاء مسرحيته "بينومي s+1" ضمن فعاليات الدورة 58 لمهرجان الحمامات الدولي في خامس سهراته.
هذا العمل الذي انطلق عزيز الجبالي في تقديمه منذ شهر أوت 2023 في شكل سلسلة مسرحية تمتد على خمس حلقات، تابعه جمهور مهرجان الحمامات الدولي في حلة جديدة حاول من خلالها كاتب النص صابر الوسلاتي والمخرج عبد الحميد بوشناق والممثلين تجسيد أبرز المواقع الهزلية في عمل يدوم في الأصل ست ساعات ليقع تطويعه فنيا وكتابيا في عرض اعتمد على ربط انسيابي ومدروس بين مختلف الحلقات لصناعة منتوج فكاهي مركّز قائم على التفاصيل والتفاعلات بين الشخصيات يدوم ساعتين استجابة لخصوصية سهرات مهرجان الحمامات الدولي.
الشخصيات التي تابعها الجمهور في العروض السابقة لم تكن كلها حاضرة حيث ظهر على الركح بطل العمل عزيز الجبالي (دور حميدو) وصابر الوسلاتي (كلخة السمسار) وعبد الكريم البناني ومحمد السويسي وجهاد الشارني وفاطمة صفر ونجلاء بن عبد الله والشيخ محمد بن حمودة وقيس فايبا وعبد الحميد بوشناق وياسمين الديماسي، الذين أدوا أدوار شخصيات من الياف المجتمع والواقع المعيش.
التنويعات التمثيلية للشخصيات المختارة أدت أدوارا هزلية بطريقة "الكوميديا عالية المفهوم" تعتمد أساسا على الإضحاك المباشر بالقول والفعل وهو ما زاد في التدفق الكوميدي للعمل الذي عُرض أمام شابيك مغلقة ولاقى تفاعلا لافتا من الجماهير الباحثة عن الترفيه والتنفيس.
الفكرة الكوميدية ل"بينومي s+1" بسيطة ومنتشرة في المجتمع الا وهي ظاهرة الشراكة في المسكن، فالبطل "حميدو" المولع بعالم الأزياء والموضة يتمرد على أفكار عائلته الرافضة لشغفه فيقرر الاستقلال بنفسه والعيش في مسكن بمفرده والسير على خطى تحقيق حلمه ليكون نجما من نجوم صناعة الازياء، ويتخذ مسكنه ورشة لتنفيذ شغفه الا انه يجد نفسه مجبورا لإدخال شريك معه في السكن نظرا للصعوبات المادية، ومن هنا تنطلق رحلة البحث عن شريك مناسب بوساطة من "كلخة السمسار" فتتواتر الشخصيات بموجات تمثيلية مضحكة وسط ديكور بيت واحد الا انه إطار متعدد لمواقف كوميدية وتعبيرات هزلية مضحكة.
ويذكر أن الممثل عزيز الجبالي كان قد اعتلى ركح مهرجان الحمامات الدولي لأول مرة في دورته السادسة والخمسين بمسرحيته الوان مان شو "هربة"، وعاد هذا العام بعمل كوميدي جماعي راق للجمهور الحاضر الذي صفق مطولا للصناع العمل في نهايته تشجيعا لهم لمواصلة مشوارهم الفني بخطى إبداعية ثابتة.