أعلن الناشط السياسي والمرشّح الرئاسي، الصافي سعيد، عزمه الانسحاب من الانتخابات الرئاسيّة، بسبب العراقيل التي واجهت ملفّه.
وقال سعيد، في بيان نشره على صفحته الرسميّة بفيسبوك، إن الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات أعلمته بعد يوم من إيداع لملف الترشح للانتخابات الرئاسية 2024، أن الملفّ غير مستوفي الشروط من ناحية بطاقة السوابق العدليّة بطاقة (عدد 3)، ومن جهة التزكيات الشعبية، التي قالت إنها منقوصة بعد احتسابها من قبل الهيئة، في غياب أي طرف رقابي مُحايد، وفق تعبيره.
وأعرب سعيد عن عدم تفاجُئه بالقرار، وعبّر عن شعوره بالراحة قائلا: ''كما لو أنّ جبلا قد انزاح عن كاهلي. ففي تلك اللحظة رأيت بالعين والعقل أنّ الفرص غير متكافئة وأن الحواجز مرتفعة جدا، وأن مفاتيح وقواعد ومعايير المباراة غير واضحة.
وتابع: ''لهذا ولأسباب أخرى عديدة، عزمت الانسحاب بشجاعة بدل الانبطاح والتذلّل، ذلك أن القائد السياسي عليه أن يعرف متى يتقدّم وأين يجب أن يقف ومتى ينسحب''.
وشدّد الصافي سعيد على أنه كان بالإمكان إضافة كميّة أخرى من التزكيات الشعبيّة، معتبرا أنه لا فائدة من ذلك، إذا كان قرار ترشّحه سيصطدم بإسقاط قوائم التزكيات أو إسقاط البطاقة عدد 3، وفق تقديره.
وقال الناشط السياسي: ''أعترف أنني كدتُ أن أشارك في تأثيث مسرحيّة (وان مان شو) قصيرة جدّا ورديئة جدّا، ما كان علينا جميعا أن نقبل بها منذ البداية، وبدلا من أن نضع برامجنا ونعرض أفكارنا ونتناظر حول مستقبل بلادنا، غرقنا في سباق من الحواجز فوق أرضيّة من السباخ والأوحال''.
وأردف: ''إن السلطة بهوسها وصولجانها هي التي تسحق رجالها. فأغلبهم يندفعون إلى محرابها كرجال شجعان، ولكن إذا تمادوا في إرضاء صخبها وهوسها يغادرون كرجال صغار وجبناء''.
وتوجّه الصافي سعيد بالشكر والعرفان، لكل من ساعده في جمع التزكيات ووقفوا معه بسواعدهم وأذهانهم وقلوبهم، من أجل أن يروا بلدهم يسير إلى الأمام بجدارة وثبات، وفق قوله.
وختم سعيد بالقول: ''وكما قال كارل شرودر في روايته ''سيّدة المتاهات'' يا سيدي، لا يمكنك المغامرة، يمكنك التنافس الحر ويمكنك الفوز، ولكن لا يمكنك الفوز إلى الأبد، فأيّة شجاعة هذه التي تجعل اليأس يعلو بصاحبه فوق الإحساس باليأس نفسه''.