اختتمت ليلة السبت الدورة الـ 58 لمهرجان قرطاج الدولي بحفل أحيته الفنانة السورية أصالة نصري وسط حضور جماهيري كبير فاق 8 آلاف متفرج، رغم الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على العاصمة تونس، .
وعند صعودها ركح المسرح الأثري في قرطاج، لاقت أصالة نصري ترحاباً كبيراً من الجمهور الحاضر، لتتفاعل مع ذلك بالقول: "مشاركتي في حفل بمسرح قرطاج سنة 2006 كانت علامة فارقة في مسيرتي الفنية، وها أنا أعود لكم اليوم بنفس الشغف والحب"، ثم بدأ الحفل بأغنية "أكثر" وسط تفاعل جماهيري كبير، لتغني بعد ذلك لتونس وتؤدي بعدها عدداً من أغانيها الجديدة والقديمة.
وقوفها على المسرح الروماني حرّك فيها الكثير من الذكريات والحنين للبدايات، وفي كلمة دافئة عبّرت عن امتنانها لهذا الركح العريق بمشاعر ممزوجة بعطر الفل والياسمين قبل أن تستأنف الغناء "بعدك عني" تلتها "بنت أكابر" التي كانت مسبوقة بموال أبرز خامة صوتها والمساحات التي يتحرّك في مجالها، صوت تُطوّعه بين الرقة والعذوبة حينا والقوة حينا تناغما مع اللحن والمعنى... وكأن الكلمات الدافئة التي حيّت بها تونس وجمهور قرطاج لم تترجم عمق المشاعر فأهدتهما أغنية خاصّة كتب كلماتها الشاعر خالد الوغلاني حملت عنوان "تونس الخضراء" ولأن الوقت لم يكن كافيا لتلحينها فقد غنّتها على إيقاع أغنية "مانجا"، وكما غنّت "تونس يا غناية مكتوبة على جبيني" غنّت فلسطين عربية، القبلة الأولى والقضيّة العربية" ورفرف العلم التونسي والفلسطيني معا على الشاشة العملاقة في صدارة الركح وأكّدت "لسّة حنغني للقضية كتير".
رغم وقوفها للغناء ما يقارب الثلاث ساعات إلا أن أصالة نصري أهدت الصحفيين في خاتمة اللقاء مقاطع من أغنية "شكرا" التي غنّتها دون مصاحبة موسيقية مبرهنة في ذلك مرّة أخرى على قوّة هذا الصوت وعذوبته وهو يشدو في الساعة الثانية بعد منتصف الليل "شكرا ع الكلمة الحلوة اللي بتتقال فتغيّر مودنا/ شكرا ع النيّة الصافية ولناس بوعودها وافية"
اختتام الدورة الثامنة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي كان لائقا بقيمة هذه التظاهرة وعراقتها من خلال هذا الحفل الجماهيري الكبير الذي كتب سطرا جديدا في تاريخ المهرجان.