اغتال مسلحون مجهولون قائد معسكر الأكاديمية البحرية الحربية في طرابلس عبد الرحمن ميلاد، المُلقب بـ”البيدجا”، بعد إمطاره بالرصاص الحي في العاصمة الليبية طرابلس.
وقال مصدر أمني مسؤول -لم يذكر اسمه- لوكالة الأناضول إنّ مسلحين اعترضوا سيارة الرائد عبد الرحمن البيدجا بمدينة جنزور (في الضاحية الغربية لطرابلس)، مساء أمس الأحد، وفتحوا نيران بنادقهم الآلية عليه وأردوه قتيلا.
وأوضح المصدر أنّ الأجهزة الأمنية باشرت تحقيقاتها حول الحادث.
وفيما لم يوضح المصدر هوية مغتالي البيدجا أو المشتبه بهم، إلّا أنّه أشار إلى أنّ “أعداءه كثر”، وفق تعبيره.
وقال: “نتوقّع حدوث توتر أمني في العاصمة على خلفية تحشيدات تجريها مجموعات مسلحة تابعة للبيدجا في مدينة الزاوية (50 كلم غرب طرابلس) مسقط رأسه”.
ونعى رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، الضابط عبد الرحمن ميلاد، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك.
وقال المشري: “بكل الأسى والحزن تلقّينا نبأ اغتيال آمر معسكر الأكاديمية البحرية الحربية الرائد عبد الرحمن ميلاد، الذي تشهد له مدينة الزاوية بسعيه للصلح بين أبنائها عند نشوب أيّ خلاف، وجهوده التي بذلها في استئناف العمل بالأكاديمية البحرية وتخريج أول دفعة منها بعد توقف 14 عاما”.
وطالب المشري النائب العام والجهات المختصة بالكشف عن المتورّطين في عملية الاغتيال وتقديمهم إلى العدالة.
مطلوب للإنتربول
وعبد الرحمن ميلاد من أشهر الشخصيات الأمنية في غرب ليبيا. وحسب وكالة الأناضول، تتهمه عدة دول منها الولايات المتحدة وبريطانيا بتزعّم عصابة كبيرة للمتاجرة بالبشر، لا سيما أنّه أحد قادة خفر السواحل الليبي في الزاوية التي تُعدّ من أهم مناطق انطلاق المهاجرين نحو أوروبا.
وفي جوان 2018، ورد اسم “البيدجا” في التقرير الصادر عن مجلس الأمن بوصفه “زعيم أخطر عصابة تهريب بشر في ليبيا، ومتورطة في تعذيب المهاجرين وارتكاب انتهاكات بحقوق الإنسان”، فيما صدرت ضده مذكّرة اعتقال من الشرطة الدولية (الإنتربول).
وفي الشهر نفسه، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات ضده مع 5 ليبيين آخرين بسبب ما قالت: “تهديدهم للسلام والأمن والاستقرار في ليبيا من خلال تورطهم في تهريب المهاجرين”، وهو الإجراء ذاته الذي أعلنت عنه بريطانيا في الوقت نفسه.
وفي 14 أكتوبر 2020، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الليبية، ضبط “البيدجا”، وسط ترحيب بعثة الأمم المتحدة في البلاد، إلّا أنّه أُطلق سراحه بعد أشهر.
وتعاني ليبيا بين الحين والآخر من مشاكل أمنية في ظل انقسام سياسي متواصل منذ عام 2022، إذ تتصارع حكومتان على السلطة: الأولى حكومة الوحدة المعترف بها أمميا برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومقرها طرابلس وتدير منها غرب البلاد بالكامل، والثانية حكومة أسامة حماد التي كلّفها مجلس النواب ومقرها مدينة بنغازي وتدير شرق البلاد بالكامل ومدنا بالجنوب.