دعا المترشح للانتخابات الرئاسية قيس سعيّد، كافة التونسيين إلى الإقبال بكثافة على المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في تونس يوم 6 أكتوبر 2024 "في موعد مع الاختيار ومع التاريخ".
وأكّد الرئيس المنتهية ولايته، في خطاب ألقاه، مساء أمس الخميس، بمقر حملته الانتخابية، أنّ هذا الموعد يمثّل فرصة حاسمة لتحديد مصير الوطن.
''الشعب يريد”.. شعار متجاوز للحدود
كما أعرب عن الفخر بالروح الوطنية للشعب التونسي، مشيدا بشعار ''الشعب يريد''، الذي تجلّى في ثورته السابقة. وقد أشار إلى أنّ هذا الشعار يتجاوز الحدود، ويمثّل طموحات الشعب في الحصول على العمل والحرية والكرامة.
وشدّد على أنّ الشعب هو من يملك القرار، وأنّ خياراته ستكون محدّدة لمستقبل البلاد، مجدّدا دعوته الشعب التونسي للإقبال على صناديق الاقتراع، مؤكّدا أنّ أصوات الناخبين يجب أن تكون قوية ومزلزلة.
كما دعا إلى ''العبور نحو التحرير الكامل والتطهير الشامل''، مبرزا أهمية هذه الانتخابات في استكمال الثورة التي بدأها الشعب منذ أكثر من عقد.
واستذكر سعيّد اللحظات التاريخية التي شهدتها تونس، كتلك إبان ثورة 17 ديسمبر 2010 أو يوم 25 جويلية 2021، مشيرا إلى شعارات “الشعب يريد” التي هزّت العالم، مؤكّدا أنّ الشعب التونسي يعبّر عن إرادته في تحقيق الحرية والكرامة.
وتحدّث سعيّد بوضوح عن التحديات التي تواجه البلاد، مثمنا صمود الشعب في وجه محاولات زرع الفتنة وبث اليأس والإحباط والاستسلام.
ووصف ما حدث بأنه “حرب استنزاف” طويلة ضدّ قوى الردة والعمالة في الداخل المرتبطة بدورها بدوائر خارجية وتسلّلت إلى العديد من المرافق العمومية، مؤكدّا أنّ القوى المناهضة للثورة أصبحت اليوم تحاول استعادة مواقعها عبر التحالفات غير المعلنة.
وأوضح سعيّد أنّ عدو الأمس قد أصبح صديق اليوم، مشيرا إلى تلاعبات تحاك من وراء الكواليس تهدف إلى زعزعة الاستقرار وعدم تنظيم الانتخابات.
كما تطرّق إلى ما سماه بـ”المفارقات” في الساحة السياسية، حيث أشار إلى أنّ من يتباكون على الحريات هم أنفسهم الذين يتلقّون الحماية من قوات الأمن.
وأضاف أنّ الوعي العميق للمواطنين كان عاملا أساسيا في التصدّي لمحاولات الفتنة والإحباط، حيث صبر الشعب وصمد في مواجهة من يسعون لإرجاع البلاد إلى الوراء.
وتناول سعيّد في خطابه أيضا الوضع الاقتصادي والاجتماعي في تونس، مشيرا إلى مظاهر الفساد والاحتكار التي تعاني منها البلاد.
وأكّد أهمية استعادة الثقة في مؤسسات الدولة، مشدّدا على أنّ الشعب يستحقّ خدمات صحية وتعليمية جيّدة، وأنّ هذه الحقوق ليست مجرد مطالب، بل واجبات تلزم الدولة بتوفيرها مشددا على أهمية استكمال الثورة من خلال نصوص قانونية جديدة تعزّز من حقوق المواطنين.
وقد ذكّر بضرورة بناء دولة جديدة ترتكز على أسس العدالة الاجتماعية، متعهّدا بتحقيق الأمان الاجتماعي والصحي للمواطنين داعيا إلى القضاء على استغلال العمالة وإرساء حقوق التعليم والصحة والنقل باعتبارها حقوقا أساسية.
وتعهّد قيس سعيّد بالقضاء على الممارسات التي تستغلّ عَرق العمال، مبرزا أنّ كل تونسي يستحقّ أجرا عادلا وسكنا لائقا. وجاءت دعوته إلى التركيز على بناء اقتصاد وطني يعتمد على الإنتاج وخلق الثروة، بعيدا عن اقتصاد الريع.
وقد أشار إلى أنّ الدستور التونسي يضمن التعايش بين القطاعين العام والخاص، وهو مرجعية أساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية.
يذكر أن الاقتراع للانتخابات الرئاسية في تونس، انطلق بالخارج يوم الجمعة 4 أكتوبر على أن يتواصل يومي 5 و6 من الشهر نفسه بالخارج، ومن المقرر أن يتم التصويت في الانتخابات الرئاسية بالداخل يوم الأحد 6 أكتوبر 2024، والتي يتنافس فيها كل من زهير المغزاوي وقيس سعيّد والعياشي زمال، علمًا وأنّ هذا الأخير مودع بالسجن في عدة قضايا أغلبها تتعلق بشبهات "تدليس تزكيات".