أكد رئيس الحكومة التونسية كمال المدوري، في افتتاح القمة الفرنكوفونية التاسعة عشرة بالعاصمة الفرنسية باريس، إدانة تونس الشديدة وقلقها العميق، إزاء الإبادة الجماعية التي تستهدف الأشقاء الفلسطينيين في غزة منذ سنة، مشددا على أن موقف تونس يظل ثابتا وراسخا في تأييد حق الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها الحق في بناء دولته المستقلة المتمتعة بالسيادة الكاملة على كامل أراضيه وعاصمتها القدس الشريف.
وتفاعلا مع مجريات الأحداث في المنطقة العربية، عبر المدوري كذلك عن الانشغال البالغ، إزاء التصعيد الخطير للأوضاع في لبنان، الناجم عن العدوان الغاشم الذي طال أراضيه، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لتجنيب الشعب اللبناني المزيد من المآسي، والدخول في سياق حرب توشك أن تكون تداعياتها وخيمة على المنطقة بأكملها.
وأشار رئيس الحكومة في هذا الصدد، إلى الأمل في أن تتمكن المنظمة الدولية للفرنكوفونية، شأنها شأن المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى، من تأكيد موقفها بشأن الحاجة الملحة إلى وقف فوري لإطلاق النار في الشرق الأوسط، وضرورة تحقيق سلام عادل ودائم في جميع أنحاء المنطقة.
وبين رئيس الحكومة في الكلمة، أن المجتمع الناطق بالفرنسية، بحاجة إلى القيام بدوره في إيجاد حلول للأزمات التي تحدث في جميع أنحاء العالم، دون التدخل في الشأن الداخلي للدول، وفي إطار الاحترام المتبادل وتقديس السيادة الوطنية للبلدان، وهو منهج لابد على الجميع أن يتبناه ويؤيده.
وعلى صعيد آخر، أعرب كمال المدوري عن فخره بالنتائج التي حققتها تونس خلال رئاستها للقمة الفرنكوفونية منذ نوفمبر 2022 المنعقدة بجزيرة جربة، التي أضحت تصنف ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ''يونسكو''.
وتطرق المدوري إلى التقدم الملموس على مستوى تعزيز التعاون داخل المجموعة الدولية الناطقة بالفرنسية، والجهود التي بذلتها تونس من أجل تنفيذ الإجراءات المتفق عليها والرامية إلى تعزيز التعاون الفرنكوفوني في جوانبه المتصلة بثراء الثقافات، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وإيلاء الأولوية للشباب، وتطوير الشراكات في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية.
وعبر رئيس الحكومة، في ختام كلمة تونس، عن أمله في أن تفتح هذه القمة آفاقا جديدة للعمل الفرنكوفوني، بما يتماشى مع قيم التضامن والتسامح والعدالة التي تمثلها الفرنكوفونية.