عاشت العاصمة الأردنية ، عمان على مدى يومين فعاليات المؤتمر التاسع عشر للإعلاميات العربيات الذي عقد بعنوان ''فرسان الحقيقة''، منصة لتبادل الأفكار والابتكارات بحضور عدد كبير من الإعلاميين والإعلاميات العرب.
و انطلق يوم الاثنين 7 أكتوبر الجاري برعاية سمو الأميرة بسمة بنت طلال الرئيسة الفخرية لمركز الإعلاميات العربيات و بمشاركة عدة دول منها العراق و تونس و قطر و فلسطين و سوريا ومصر و عُمان و البحرين و ليبيا.
وناقش المؤتمر على مدى يومين عدداً من أوراق العمل حيث بدءً من المواثيق الدولية وحرية الصحفيين في مناطق النزاع والتحديات المعاصرة في الحملات الإعلامية، وتأثير اللغة العربية وأهميتها في وعي الصحفيين في نقل الحدث، واستخدام الإعلام في الترويج للإشاعات والتقارير المفبركة، ودور الإعلام الرقمي في إيجاد حلول للمنطقة العربية في المستقبل .
الأميرة بسمة: الإعلام المسؤول يكشف حقيقة ما يجري في فلسطين
و أكدت الأميرة بسمة بنت طلال ، الرئيسة الفخرية لمركز الإعلاميات العربيات ، أهمية دور الإعلام بمختلف أشكاله ، والمسؤولية المهنية والأخلاقية التي يتحملها العاملون فيه في نقل وكشف حقيقة ما يجري على أرض غزة وفلسطين، باعتباره الضامن الحقيقي لمنع التضليل والتشويش عن جمهور المتلقين.
و أضافت ، إن الأحداث التي شهدتها قطاع غزة والضفة الغربية على مدار عام كامل وما صاحبها من جرائم وممارسات، كانت كفيلة لكشف حقيقة التضليل التي تعمدت ممارستها الكثير من وسائل الإعلام العالمية الكبرى فابتعدت في تغطيتها عن الحيادية والموضوعية والمهنية، متناسية أن هناك أرضا مغتصبة وشعبا هجر من أرضه ومحاولات لطمس هويته وتصفية قضيته العادلة.
وأكدت أن الصحفيين من فرسان الحقيقة والكلمة كانوا هدفاً لإجرام إسرائيل وآلة حربها واستهدافها الممنهج، بعد أن استشعروا ما يخططه الاحتلال الإسرائيلي من طمس للهوية والمعالم، وتصفية للقضية الفلسطينية، ليكتبوا رسائلهم بالدم دفاعا عن الحقيقة وقضيتهم العادلة.
وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته من أجل الحفاظ على حرية الصحافة والتعبير وضمان التغطية الإعلامية للصحفيين في غزة والضفة الغربية.
محاسن الإمام تدعو الى حماية الصحفيين في مناطق النزاع
و في كلمتها ، قالت رئيسة مركز الإعلاميات العربيات محاسن الإمام ، أن مؤتمر الإعلاميات العربيات التاسع عشر ''فرسان الحقيقة'' يأتي ليكون منصة لتبادل الأفكار بين الإعلاميين والإعلاميات من الوطن العربي بمشاركة عدة دول منها العراق و تونس و قطر و فلسطين و سوريا ومصر و عُمان و البحرين و ليبيا.
و أكدت الإمام ،على ضرورة حماية الصحفيين في مناطق النزاع فقد استشهد في غزة 157 صحفيا الى غاي الان، مشيرة الى ضرورة تفعيل قوانين تضمن الحصول على المعلومة و الحماية وحرية الإعلام و التعبير و الاجتماع و التظاهر السلمي.
تكريم الإعلامية والمخرجة ناهد أبو طعيمة عن فيلم "ناجيات من الرماد"
وعرض خلال المؤتمر فيلم للمخرجة ناهد أبو طعيمة وهي منسقة وحدة النوع الاجتماعي في مركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت بعنوان” ناجيات من رماد” ، تناول معاناة الغزيين منذ بدء الحرب على غزة ، وما يتعرضون له من قتل وتشريد ممنهج.
و خلال المؤتمر تم تكريم ضيفة الشرف الإعلامية رائدة وقاف عضو مجلس الشعب السوري و رئيسة لجنة الحريات الصحفية ولجنة المرأة ونائب رئيس اتحاد الصحفيين في الجمهورية العربية السورية، وداعمي مؤتمر الاعلاميات العربيات التاسع عشر .
توصيات مؤتمر الإعلاميات التاسع عشر
خرجت جلسات المؤتمر الذي استمر ليومين بتوصيات أعلنتها رئيسته محاسن الامام اكدت فيها على اهمية العمل على تكثيف تدريب الإعلاميين والإعلاميات على السلامة المهنية اثناء وبعد النزاع وكيفية التعامل مع المعلومة .
وجاء بالتوصيات الزام تطوير وتمكين المهارات الإعلامية في كيفية استثمار التكنولوجيا الحديثة باستخدام الذكاء الاصطناعي، بما يضمن تطوير المحتوى الإعلامي.
و إعداد حملات إعلامية رقمية لصالح القضية الفلسطينية، لنشر الوعي المجتمعي بالقضايا الحساسة والأمنية،و توثيق السردية الفلسطينية خلال الحرب خاصة بما يتعلق بقضايا النساء والإعلاميات بشكل خاص .
واكدت التوصيات على اهمية إنشاء منصة إعلامية مشتركة تضم منسقات مركز الإعلاميات في كافة الدول العربية بهدف تبادل الخبرات والمعلومات الخاصة بالتمكين والدراسات والتوثيق وأوضاع الإعلاميات في مناطقهن.
و تفعيل الاجتماعات الدورية بين منسقات مركز الاعلاميات والمراكز الرديفة عبر المنصات الإلكترونية من أجل التواصل والتشبيك،وانتاج دليل للمصطلحات الخاصة بالجندر والأدوات الرقمية خاصة التي حولها جدل وخلط بين التعريف والمفهوم .
وكما جاءت في التوصيات ،إصدار تقرير عربي شامل ،يعلن عنه فى اليوم العالمي للصحافة يرصد الانتهاكات التي تتعرض لها الإعلاميات والملاحظات من حقوق الإنسان بأكثر من لغة.
و حث المؤسسات التربوية والإعلامية على اعداد مقرر التربية الإعلاميةوصحافة المواطن لمواجهة الإشاعات والتمييز على أساس الجنس و خطاب الكراهية.