كشفت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أنّ عواقب تغيّر المناخ باتت تلقي بالضعفاء في براثن البؤس الأكبر، لأنهم لا يملكون الوسائل لحماية أنفسهم من الكوارث أو للتعافي منها بعد وقوعها.
جاء ذلك في تقرير صادر اليوم عن مفوضية شؤون اللاجئين بعنوان “لا مفر: في الخطوط الأمامية لتغيّر المناخ، والصراعات، والنزوح”، قدّمته في مؤتمر الأمم المتحدة للتغيّر المناخي (كوب 29) المنعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو من 11 حتى 22 نوفمبر الحالي.
كما حذّرت المفوضية من ارتفاع عدد لاجئي المناخ ما لم يتم تخصيص استثمارات أكبر في مواجهة التغير المناخي والاحتباس الحراري.
وأشار تقرير المفوضية إلى أنّ أكثر من 120 مليون نازح أي ما يعادل 75% منهم يعيشون في دول شديدة التأثّر بهذه الظاهرة.
ولفت التقرير إلى أنّ “تغيّر المناخ” يشكّل تهديدا متزايدا للأشخاص الفارين من الحروب والعنف، وسط غياب الموارد المادية اللازمة لتأمين انسجامهم مع هذه التغيّرات.
وتوقّع التقرير ارتفاع عدد البلدان المعرّضة لمخاطر المناخ من 3 إلى 65 بحلول عام 2040، ومعظم هذه البلدان تستضيف لاجئين ونازحين.
وأشار إلى أنّ أيام الحرارة المرتفعة ستتضاعف بحلول 2050 في أغلب المخيّمات والمناطق التي يقطنها النازحون واللاجئون في العالم.
ويهدف مؤتمر “كوب 29” إلى بحث تقديم التزامات مالية جديدة للدول الفقيرة المتضررة من موجات حر وعواصف وفيضانات باتت تحدث بوتيرة أكثر تكرارا بسبب تغيّر المناخ.
وتتوقّع الدول النامية والمنظمات البيئية أن توفر الدول الصناعية الغنية تريليون دولار سنويا على الأقل، وهو ما يزيد عن عشرة أضعاف التعهدّ الحالي البالغ 100 مليار دولار سنويا.
وللتوصّل إلى هذا المبلغ يقترح نشطاء المناخ فرض ضرائب على الأغنياء.
ومع احترار وصل إلى 1.3%، يشهد العالم سلسلة عواصف وفيضانات منذ بداية العام الذي يُرجَّح أن يكون الأكثر حرّا على الإطلاق.
ويشهد العالم ظواهر جوية قاسية، منها أسوأ فيضانات في وسط أوروبا منذ عقدين وإعصار في الولايات المتحدة أودى بحياة العشرات، ويُعزى ذلك -حسب الخبراء- إلى تغيّر المناخ الناتج عن النشاط البشري، الذي يزيد من تكرار الظواهر الجوية المتطرفة وشدتها.