احتضن مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، مساء أمس الخميس 30 جانفي، النسخة الرابعة من الحفل الموسيقي "عين المحبّة"، وهو عرض يأتي بمبادرة من وزارة الشؤون الثقافية وفي إطار برنامج المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بهدف دعم المبدع التونسي، فكان لقاء بين أجيال من الفنانين واحتفاء بمختارات من الخزينة الموسيقية التونسية الزاخرة.
قاد المايسترو يوسف بلهاني الفرقة الوطنية للموسيقى، التي رافقت باقة من الأصوات المتميزة، مستحضرة أصالة النغم التونسي في أداء حيّ تفاعل معه الجمهور بحماس. وافتتح الحفل بأداء كورال الفرقة الوطنية للموسيقى لباقة غنائية للفنانة سلاف، قبل أن تعتلي الفنانة زهرة لجنف المسرح لتؤدي أغنيتي "يا جبل" و"النجع"، ثم شاركتها الفنانة الشابة نجوى عمر في تقديم ديو "عالذرعانة"، في مشهد فني يجمع بين خبرة الكبار وطموح المواهب الصاعدة.
وتواصلت السهرة مع الفنان جمال الشابي الذي أدى مع غادة اللجمي أغنيتي "عشت يا تونس" و"إن شاء الله زينة". كما غنت الفنانة سندس طاقة أغنيتي "كلام بالعين" و"ياقلبي" كما أدت صحبة الفنانة الشابة هالة الهرماسي أغنية "بنت الرومية".
ولم يخلُ هذا الحفل الذي بثته مباشرة مؤسسة التلفزة التونسية على القناة الوطنية الأولى وكذلك مؤسسة الإذاعة التونسية، من الطابع الغنائي الكوميدي إذ قدّم الفنان عبد اللطيف خير الدين الأغنية الفكاهية الشهيرة "عندي ولدي يا حضّار"، تكريما للمرحوم الهادي السملالي وسط تفاعل كبير من الجمهور.
ولم يكن الغناء وحده نجم هذه السهرة، فقد أبدع عازف التشيللو محمد غنية وعازف الكمنجة بشير السالمي في تقديم معزوفتين رائعتين للأغنيتين "قالتلي كلمة" و"تكويت وما قلت احيت"، استحضارا لإرث الفنان الكبير علي الرياحي.
ومع تقدم السهرة، أدى الفنان شكري عمر الحناشي أغنيتي "بعيونك" و"داني دانه"، قبل أن يدعو المغني الشاب نسيم رايسي لمشاركته أداء "لالا والله"، في تناغم يعكس تواصل الأجيال الفنية.
وكان مسك الختام مع أغنية "كي يضيق بيك الدهر" للمرحوم الصادق ثريا، التي اشترك في غنائها جماعيا كل الفنانين المشاركين، في مشهد يعكس روح التآلف والمحبة التي ميزت الحفل، مؤكدين أن "عين المحبّة" هي جسر يربط الماضي بالحاضر ويساهم في إبراز مكانة الفن التونسي كتراث حي نابض بالتجدد والإبداع.