استمعت هيئة محلفين، الإثنين، إلى مرافعات افتتاحية لمحامين في محاكمة هادي مطر المتهم بمحاولة قتل الروائي سلمان رشدي خلال محاضرة له في نيويورك.
وسيكون رشدي من بين أوائل الذين سيدلون بشهادتهم أمام محكمة مقاطعة تشوتوكوا في مايفيل بولاية نيويورك. وتقع المقاطعة على بعد بضع دقائق إلى الشمال من مؤسسة تشوتوكوا حيث تعرض الكاتب للطعن في اوت 2022.
وأظهرت مقاطع مصورة بالهاتف المحمول هادي مطر (26 عاما) وهو يندفع نحو منصة الضيوف حيث كان رشدي جالسا قبل إلقاء محاضرة عن حماية الكُتاب من الأذى. وتعرض رشدي (77 عاما) لطعنات متفرقة بسكين في الرأس والعنق والجذع واليد اليسرى مما أدى إلى فقدانه عينه اليمنى وتضرر الكبد والأمعاء.
وقال مطر وهو يمشي بعد دخوله قاعة المحكمة مرتديا قميصا أزرق وسروالا داكنا، قبل دخول هيئة المحلفين “فلسطين حرة، فلسطين حرة”.
وقال زملاء ناثانيال بارون، محامي الدفاع الرئيسي عنه، للمحكمة إن زميلهم دخل المستشفى بسبب إصابته بمرض، لكن القاضي ديفيد فولي رفض طلبهم بتأجيل الإجراءات.
ودفع مطر ببراءته من تهمتي محاولة القتل من الدرجة الثانية والاعتداء من الدرجة الثانية اللتين وجههما إليه ممثل الادعاء بالمقاطعة. ويواجه رشدي تهديدات بالقتل منذ نشر روايته “آيات شيطانية” عام 1988.
ونشر رشدي مذكراته عن الهجوم وفترة النقاهة الطويلة التي تخيل فيها حوارا بينه وبين مهاجمه. وقال إنه كان يعتقد بأنه سيموت على مسرح مؤسسة تشوتوكوا.
وتوارى رشدي، الذي وُلد لأسرة مسلمة في كشمير، لسنوات تحت حماية الشرطة البريطانية بعد أن وصف مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني روايته “آيات شيطانية” بالكفر وأفتى في 1989 بهدر دمه هو وكل من شارك في إصدارها، كما رُصدت مكافأة بملايين الدولارات لمن يقتله. وقتل مترجم رشدي الياباني، هيتوشي إيجاراشي، في عام 1991.
وقالت الحكومة الإيرانية في 1998 إنها لن تتبنى الفتوى بعد الآن، ليُنهي رشدي سنواته في العزلة ويصبح من رواد الفعاليات الأدبية في مدينة نيويورك حيث يعيش.
وقال مطر لصحيفة نيويورك بوست بعد الهجوم إنه سافر من منزله في نيوجيرزي بعد أن رأى الإعلان عن المحاضرة التي سيلقيها رشدي لأنه يكره الروائي لمهاجمته الإسلام. وذكرت الصحيفة أن مطر الذي يحمل الجنسيتين الأمريكية واللبنانية قال في المقابلة إنه فوجئ بنجاة رشدي.
وكانت المحاكمة تأجلت مرتين أخراهما بعد أن حاول محامي مطر دون جدوى نقلها إلى مكان مختلف قائلا إن موكله لن يتمكن من الحصول على محاكمة عادلة في تشوتوكوا. وتقام المحاكمة في مايفيل، وهي بلدة تقع على ضفاف بحيرة ويسكنها نحو 1500 شخص بالقرب من الحدود الكندية.
وإذا أُدين بمحاولة القتل سيواجه مطر عقوبة بالسجن قد تصل إلى 25 عاما.
ويواجه مطر أيضا اتهامات اتحادية وجهها إليه ممثلو الادعاء في مكتب المدعي العام في غرب نيويورك، متهمين إياه بمحاولة قتل رشدي كعمل إرهابي وتقديم الدعم المادي لجماعة حزب الله المسلحة في لبنان التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية. ومن المقرر أن يواجه مطر هذه الاتهامات في محاكمة منفصلة في بوفالو.