فقدت الساحة الثقافية التونسية أحد أعمدة النشر في تونس الناشر والكاتب والباحث الشاذلي بن زويتين الذي توفي أمس الأحد عن عمر يناهز 80 سنة تاركا وراءه إرثا معرفيا هاما.
وقد ساهم الفقيد في إثراء المشهد الثقافي من عديد المناصب، إذ عمل 20 سنة بأول مؤسسة وطنية للنشر والتوزيع (الشركة التونسية للتوزيع STD)، وشغل منصب أمين عام اتحاد الناشرين التونسيين من 2003 إلى 2006، كما تولى خطة أمين عام مساعد مكلّف بالعلاقات العربية والدولية للاتحاد المغاربي للناشرين.
الراحل الشاذلي بن زويتن هو من مواليد سنة 1945 بمنزل بوزلفة من ولاية نابل، هو ناشر وكاتب متعدد الاختصاصات، وكان من أبرز المهتمين بالتوثيق والتأريخ لحركة النشر في تونس كما اهتم طيلة مسيرته ككاتب بالطفولة والناشئة.
وكانت له مساهمات هامة في إثراء المكتبة التونسية حيث صدر له في مجال التأريخ للكتاب والنشر في تونس « مدونة الكتاب والنشر من عهد قرطاج إلى الجمهورية الثانية » (2018) وكتاب « تاريخ الكتاب في تونس » صدر سنة 1997.
وأصدر منذ سنة 1973 أكثر من 80 قصة للأطفال، آخرها سلسلة المكتبة العلمية للأطفال التي تهدف إلى تزويد الأطفال بجملة من المعارف المرتبطة بالعلوم.
وفي نعييه للفقيد أشار رئيس اتحاد الناشرين التونسيين، رياض بن عبد الرزاق، إلى أن الفقيد « لم يقتصر دوره على التأليف والتوثيق، بل تجاوز ذلك ليكون داعمًا ومرشدًا وملهمًا للكثير من الناشرين والكتّاب الشبان. فقد كان من أوائل من أدركوا أهمية تكوين جيل جديد من الناشرين القادرين على مواكبة العصر، وساهم في تقديم يد العون والمشورة لكل من لجأ إليه، مؤمنًا بأن تطور قطاع النشر لا يتحقق إلا من خلال تكافل الجهود والتعاون المشترك. كان يسعى دائمًا إلى توحيد صفوف الناشرين، والدفاع عن حقوقهم، والعمل على الارتقاء بالمهنة لتضاهي أرقى المستويات العالمية
واعترافا بما قدمه لقطاع الكتاب والنشر والثقافة عموما، تم تكريم الشاذلي بن زويتين في عديد المناسبات داخل تونس وخارجها منها بالخصوص تكريمه من قبل وزارة الشؤون الثقافية في إطار المعرض الوطني للكتاب التونسي في ديسمبر 2019.