انبثقت فكرة "طريق الشيح" من جلسات نظمها شباب الجبل وأصدقاء الهضبة في إطار مشروع "فاعلة" ومبادرة "الشباب يفكّر في الرّاڨوبة". يهدف المشروع إلى تخصيص يوم لكل مدرسة لزيارة المركز الثقافي الجبلي، الكائن على سفح جبل سمّامة، حيث يخوض التلاميذ تجربة ثقافية وترفيهية غنية.
يتضمن البرنامج ورشات حرفية تستثمر في ألياف الحلفاء والطين، بالإضافة إلى تجربة تقطير النباتات الجبلية في المخبر المجهز بالمركز. كما يشارك التلاميذ في عرض تنشيطي مع فريق "غار بويز"، يلي ذلك عرض سينمائي لأفلام شارلي شابلن ومجموعة من المختارات البصرية الأخرى. وتشمل الأنشطة أيضًا جولة مشي عبر مسلك القرية وفقرة رياضية في ملعب الهضبة، مع تقديم لمجة بيولوجية صحية تتماشى مع رؤية المشروع.
ما يميز "طريق الشيح" هو الديناميكية المستمرة للأنشطة، حيث يحرص المنشطون على إضفاء لمسات جديدة في كل زيارة وفقًا للمواهب والمقترحات التي يقدمها التلاميذ.
ولا يقتصر المشروع على استقبال المدارس فحسب، بل يشمل أيضًا زيارات متبادلة، حيث يقوم فريق المركز الثقافي الجبلي بزيارة المدرسة المشاركة، لتنظيم عرض فني والمساهمة في تأسيس نواة مكتبة مدرسية، إلى جانب إنشاء حديقة صغيرة لنبتة الشيح الطبية، التي تحمل رمزية خاصة للمنطقة ومنح المشروع اسمه.
كما يوفر "طريق الشيح" فرصة لشباب الرّاڨوبة لتوثيق هذه التجربة عبر مختلف الوسائط البصرية، من صور وفيديوهات إلى تسجيلات بودكاست، مما يعزز الأثر الثقافي والبيئي للمبادرة.
وقد انطلق المشروع مع مدرستي الجوالة وفج الطفل، على أن يستمر مع مدارس أخرى أبدت حماسها للمشاركة، سعيًا لترسيخ الوعي البيئي وتعزيز ارتباط المؤسسات التربوية بمحيطها الطبيعي.