تحدثت الممثلة سوسن معالج بصراحة عن تجربتها في مسلسل "واد الباي" والصعوبات التي واجهتها خلال التصوير، إضافة إلى رأيها في الدراما التونسية والفرص التي أُتيحت لها خلال السنوات الأخيرة.
أوضحت سوسن في حوار مع برنامج "رمضان الخير'' أنها لم تحصل على دور درامي بحجم دورها في "واد الباي" منذ أكثر من عشر سنوات، مشيرة إلى أن آخر تجربة لها في هذا الإطار كانت في مسلسل "ناعورة الهواء". كما أكدت أنها لم ترفض أي أدوار خلال السنوات الأخيرة، بل لم تُعرض عليها أدوار درامية كبيرة منذ الجزء الثاني من "ناعورة الهواء"، مما جعل الجمهور يتساءل عن غيابها عن الساحة الفنية.
وتطرقت معالج إلى مسلسل "واد الباي"، مشيدة بالقصة التي يتناولها والتي تتطلب أكثر من 15 حلقة لعرض تفاصيلها بشكل كامل، إلا أن الظروف الإنتاجية ورمضان فرضا عدد حلقات أقل. كما أكدت أن المسلسل كان حلمًا كبيرًا لفريق العمل، حيث كانوا يتطلعون إلى تنفيذ مشاهد ضخمة مثل التصوير في السجون والمظاهرات الكبرى، لكن هذه الطموحات اصطدمت بميزانية محدودة. وأوضحت أن إنتاج مسلسل تاريخي مثل "واد الباي" يتطلب بين 7 و14 مليون دينار ليكون في المستوى اللائق، وهو ما لم يكن متوفرًا.
ورغم تقديرها للمسلسل، أكدت أنها راضية عنه بنسبة 50% فقط، مشيرة إلى أنها قدمت لشخصية "فالحة" 20% من طاقتها الحقيقية بسبب الظروف الإنتاجية الصعبة. كما اعتبرت أن النص لم يكن جاهزًا بالشكل الكافي، حيث لم يُكتب باللهجة القفصية، مما اضطر الممثلين إلى تعديل الحوارات بأنفسهم. وأوضحت أنها لم ترتجل، لكنها اعتمدت على بحث دقيق استمر لعامين حول تاريخ قفصة والمناجم.
تحدثت أيضًا عن أهمية توثيق الحقائق التاريخية في الأعمال الدرامية، حيث أشارت إلى أن 25% فقط من عمال المناجم كانوا تونسيين، بينما كان البقية من جنسيات مختلفة، وأن هناك نساء عملن في المناجم رغم إنكار البعض لهذه الحقيقة. وأكدت أن بعض النساء اضطررن إلى التنكر للعمل في "الداموس"، لكن الأهالي كانوا يكتشفونهن بسرعة. كما ذكرت أن شخصية "فالحة" مبنية على قصة امرأة حقيقية لديها طفلان، مما يعكس دور المرأة التونسية في تلك الفترة.
وحول ظروف الإنتاج، أوضحت أن المسلسل تم تصويره في فترة قصيرة جدًا لا تتجاوز 3 أسابيع، مما تسبب في عدة تحديات، أبرزها عدم القدرة على إطالة شعرها أو استخدام شعر مستعار طبيعي. كما أشارت إلى أن بعض المشاهد والحوارات أُعيدت كتابتها أثناء التصوير بحضور السيناريست والمخرجة، مما أدى إلى تغييرات في الشخصيات وتطور الأحداث بشكل غير مخطط له مسبقًا.
وأثنت سوسن معالج على راوية، المخرجة الشابة للمسلسل، مشيدة بموهبتها وفريق العمل الشاب الذي رافقها في هذا المشروع. كما أكدت أن الظروف الإنتاجية الصعبة أثرت على تفاصيل كثيرة، مثل الأغاني التي تم إدراجها في المسلسل، لكنها اعتبرت أن بعض الأخطاء كانت نتيجة ضغط الوقت.
أما عن رأيها في التجربة ككل، فقد أكدت أنها غير راضية تمامًا، مشيرة إلى أن الإنتاج كان يمكن أن يكون أفضل بكثير لو توفرت الموارد اللازمة. كما شددت على أنها لن تعيد خوض تجربة درامية أخرى بنفس ظروف الإنتاج، لأنها ترى أن العمل الدرامي يجب أن يكون في مستوى يليق بتونس.
وعند الحديث عن حياتها الشخصية، أكدت أنها تشترك مع شخصية "فالحة" في بعض الصفات، مثل قدرتها على إعادة بناء حياتها، لكنها في المقابل تختلف عنها في أمور أخرى، مثل طريقة تعاملها مع القرارات العائلية. كما صرحت بأنها لا تفكر في الزواج مجددًا، خاصة من شخص يعمل في نفس المجال الفني.
وفي ختام حديثها، أشارت إلى أن "واد الباي" قد يحصل على جزء ثانٍ إذا قررت التلفزة التونسية ذلك، لكن بالنسبة لها، فإنها لن تقبل بالمشاركة في مشروع جديد بنفس التحديات الإنتاجية التي واجهتها في هذا العمل.