وطنية

مرصد : تونس أصبحت اليوم منطقة استهلاك للمخدرات

 قال المدير العام لمرصد الإعلام والتكوين والدراسات حول حقوق الطفل، سمير بن مريم، إنّ “تونس التي كانت سابقا مجرد منطقة عبور للمخدرات أصبحت اليوم مع الأسف منطقة استهلاك”.

وشدّد بن مريم في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء خلال المشاركة في ورشة توعوية لتوعية الأطفال والأولياء بمخاطر المخدرات، وانعكاساتها السلبية على الأفراد والأسر والمجتمع، على أنّ “ذلك يفرض مضاعفة الجهود لمواجهة هذه الظاهرة المتفاقمة”.
وأضاف بن مريم أنّ هذه الورشة التي انتظمت على هامش معرض تونس الدولي للكتاب (25 أفريل/45 ماي) تندرج في إطار الاستجابة لحاجة ملحّة لفتح نقاش صريح مع الأطفال حول أهمية التوقي من المخاطر التي تهددهم، وفي مقدمتها المخدرات.
وأضاف: “لا بدّ أن نكسر حاجز الصمت، وأن نخاطب أطفالنا بلغة واضحة وصادقة عن صحتهم النفسية والجسدية، وعن التهديدات التي قد تعترض طريقهم بسبب المخدرات، بما يسهم في وقايتهم وبناء شخصياتهم على أسس متينة”.
وتابع: “جميع الدراسات تؤكّد تسلّل ظاهرة استهلاك المخدرات إلى محيط المؤسسات التربوية والأسر والمجتمع”.
كما شدّد على أنّ هذه المشكلة لم تعد مقتصرة على فئات اجتماعية معينة، بل أصبحت تمسّ مختلف الشرائح دون استثناء.
وأوضح بن مريم أنّ العوامل المؤدية إلى هذه الظاهرة متعددة، من بينها العنف الأسري والتفكك العائلي والضغط النفسي والفقر والبطالة والتسرب المدرسي، مما يوفر بيئة خصبة لانزلاق الأطفال والمراهقين نحو الإدمان.
وفي ما يتعلق بدور المرصد، أكّد بن مريم أنّ هذه المؤسسة لا تقتصر فقط على العمل البحثي بل تضطلع أيضا بدور محوري في محور التوعية، عبر برمجة حملات ميدانية شاملة في المناطق كافة، بالاستناد إلى معطيات علمية وميدانية دقيقة، في سبيل الحدّ من انتشار الظاهرة.
ويأتي تنظيم هذه الورشة في سياق مبادرة وطنية للوقاية من مخاطر المخدرات أطلقتها وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن منذ أيام، وتهدف إلى تكثيف الجهود الإعلامية والتوعوية من خلال بث ومضات توعوية عبر وسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي.
وفي الإطار ذاته، شرعت الوزارة في تنظيم قوافل وطنية توعوية تحت شعار “قول لا للمخدرات”، سعيا إلى نشر الرسائل التوعوية في مختلف جهات البلاد، لاسيما بالمناطق التي تعاني من هشاشة اجتماعية وضعف في البنية التحتية التربوية والثقافية.