أفادت الدكتورة هيفاء زليلة، رئيسة قسم العيادات الخارجية والاستعجالي بمستشفى الرازي ورئيسة الجمعية التونسية لطب الإدمان، بوجود ارتفاع مقلق في نسب استهلاك التبغ والقنب الهندي في صفوف المراهقين التونسيين، وذلك استنادًا إلى نتائج استبيانات أنجزها معهد الصحة العمومية بالتعاون مع وزارة الصحة والطب المدرسي خلال أعوام 2013 و2017 و2021.
و في تصريح للإذاعة الوطنية، أوضحت أن هذه الاستبيانات لم تكتف فقط بالكشف عن تصاعد نسب التدخين، بل أبرزت كذلك ظهور أنواع جديدة من المخدرات بعد سنة 2017، من بينها مخدر "السوبيتاكس" الذي يُستهلك عن طريق الحقن، حيث بلغت نسبة المستهلكين له حوالي 0.2% من المراهقين.
وأشارت نتائج الاستبيان إلى أن فئة التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة هي الأكثر تضررًا، حيث أظهر أن نصف من جربوا التدخين كانت بدايتهم قبل بلوغ سن 13 عامًا، ما يسلّط الضوء على هشاشة هذه الفئة العمرية أمام سلوكيات الإدمان.
وشددت زليلة على ضرورة اعتماد مقاربة شاملة في التعامل مع هذه الظاهرة، تتضمن الوقاية والتكفّل العلاجي وإعادة الإدماج الاجتماعي، داعية إلى تكثيف الجهود وتوفير إطار علاجي يضمن الحماية القانونية للمقبلين على العلاج، في ظل تفعيل اللجنة الوطنية لمقاومة الإدمان.
وفي السياق نفسه، كشفت الدكتورة فاطمة التميمي، مديرة الخدمات الطبية بالديوان الوطني للأسرة والعمران البشري، أن المعطيات الإحصائية تشير إلى أن نحو خُمس المراهقين دون سن الخامسة عشرة يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، وهو مؤشر ينذر بخطورة الوضع وضرورة التحرك العاجل على مختلف المستويات.