اقتصاد

تونس :''الستاغ'' توضّح سبب انقطاع الكهرباء في عدد من الولايات اليوم

 شهدت عدّة ولايات تونسية، اليوم الإثنين 21 جويلية 2025، انقطاعات مفاجئة في التيار الكهربائي أثارت تساؤلات واسعة بين المواطنين، خاصة في ظل موجة حرّ غير مسبوقة. هذه الانقطاعات لم تكن ناتجة عن أعطاب تقنية أو مشاكل محلية، بل كانت خطوة استباقية مدروسة من قبل الشركة التونسية للكهرباء والغاز، التي أوضحت في بلاغ رسمي أن القرار جاء لتجنّب انهيار شامل في الشبكة الوطنية نتيجة بلوغ الاستهلاك مستويات قياسية فاقت قدرة التحمل.

الارتفاع الكبير في درجات الحرارة دفع آلاف المواطنين إلى تشغيل المكيفات والأجهزة الكهربائية بشكل مكثّف ومتزامن، ما أدى إلى ضغط هائل على شبكة الكهرباء. ولمنع حدوث ما يُعرف بـ"البلاك آوت"، أي انقطاع كامل ومفاجئ يصعب السيطرة عليه، لجأت "الستاغ" إلى تنفيذ قطع مبرمج ومحدود في بعض المناطق، في إطار خطة وقائية هدفها الحفاظ على استقرار الشبكة وضمان عودتها للعمل بشكل آمن وسريع.
وفي سياق متّصل، شهدت منطقة تونس الكبرى اضطرابًا إضافيًا نتيجة عطب مفاجئ في محوّل كهربائي بمحطة ضخ المياه بغدير القلة، ما تسبّب في نشوب حريق محدود وأدى إلى انقطاع مزدوج في الكهرباء والماء بعدد من الأحياء، وهو ما زاد من تعقيد الوضع لدى المواطنين، خاصة في ذروة الحر.
الشركة أكدت أن فرقها الفنية تعمل على مدار الساعة لإعادة التيار تدريجياً، مشيرة إلى أن الوضع تحت السيطرة وأن التزويد العادي سيُستأنف في الساعات القادمة. 
كما دعت المواطنين إلى ترشيد استهلاك الكهرباء، خصوصاً خلال ساعات الذروة بين الحادية عشرة صباحًا والرابعة بعد الظهر، من خلال تقليل استخدام الأجهزة الثقيلة وتعديل المكيفات على 26 درجة، في خطوة تضامنية لتخفيف الضغط عن الشبكة الوطنية.
وسط هذه الظروف الاستثنائية، يبقى الوعي الجماعي والتصرف الرشيد في استهلاك الطاقة عنصرين أساسيين لتجاوز الأزمة بأقل الأضرار، خصوصًا في ظل توقعات بمواصلة موجة الحر في الأيام المقبلة.