ثقافة و فن

''خمسون عامًا من الحب'': شانتال غويا تُحيي ذاكرة الطفولة على ركح قرطاج

 في سهرة حالمة من ليالي مهرجان قرطاج الدولي، وتحت شعار "خمسون عامًا من الحب"، أحيت الفنانة الفرنسية الشهيرة شانتال غويا حفلاً استثنائيًا موجّهًا للأطفال، وذلك بدعم من وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، في موعد احتفالي أعاد للكبار صدى طفولتهم وللصغار بهجة الاكتشاف.

رغم بلوغها 83 عامًا، أطلت شانتال بفستان زهري وبروح طفلة مرحة، حيّت جمهورها قائلة: "السلام عليكم تونس، أحب هذا البلد جدًا، زرت جربة والحمامات وعشقتها"، قبل أن تنطلق في رحلة غنائية نحو عوالم الغابة والحيوانات والقصص السحرية، حيث تنقلت بين الأغاني برشاقة الممثلة المتمكنة وحماسة الفنانة العاشقة لما تقدم.
افتتحت غويا العرض بأغنيتها الشهيرة "جانو لابان" (1977)، عن الأرنب الذكي الذي يراوغ الصياد، وتوالت الأغاني التي شكّلت جزءًا من الذاكرة الجماعية مثل "Bouba" أو "سكر ولوز" باللهجة التونسية، لتقول بعدها: "ما أجمل الذكريات"، في لحظة عاطفية جمعت الأجيال حول مشاعر الطفولة.
شانتال غويا، التي بدأت مسيرتها في الستينات واتجهت منذ 1975 لغناء الأطفال، استطاعت أن تخلق خلال العرض تماهيًا فنيًا بين عالم الطفولة والخيال، مستعينة بترسانة من الألوان، الأزياء، الرقصات، والمؤثرات البصرية التي حولت مسرح قرطاج إلى فسيفساء من القصص المدهشة.
 
العرض أشرف عليه زوجها وشريك نجاحها، جان جاك دوبو، مؤلف أغانيها ومصمم رؤيتها المسرحية. كما تميزت السهرة بثراء بصري لافت، من خلال الإضاءة المتناسقة مع كل أغنية، والأزياء المصممة بعناية والتي تحتفظ غويا بآلاف منها كذاكرة حيّة لمسيرتها، من بينها 400 قطعة خُصصت لهذه المناسبة فقط.
غنت غويا أشهر أعمالها مثل "l’alphabet en chantant"، "Le chat botté"، و**"Loup Loup"**، متنقلة بين العوالم بسلاسة، ومؤكدة أن الفن الموجه للطفل لا يعرف عمرًا، بل روحًا.
 
في عرض تجاوز حدود الحنين، قدمت شانتال غويا أمسية من الحب والفرح، أعادت فيها صياغة الطفولة بموسيقى وكلمات، فكان الركح مسرحًا للدهشة والحنين، ومهرجان قرطاج نافذةً على عوالم السحر البريء.