لم تقتصر برمجة مهرجان قرطاج الدولي على العروض الموسيقية والغنائية والمسرحية الكبرى، بل خصّصت حيزًا للأطفال عبر عرض الشريط السينمائي العالمي "الأميرة والضفدع" للمخرجين جون موسكر ورون كليمنتس، وذلك مساء 19 أوت 2025 على ركح المسرح الأثري بقرطاج.
هذا الموعد يأتي في إطار الدور الاجتماعي للمهرجان الذي يسعى إلى تقريب السينما من الأطفال، خصوصًا أولئك القادمين من الأحياء والمناطق التي تفتقر إلى قاعات العرض، بهدف نشر الثقافة السمعية البصرية وخلق لحظات عائلية من المتعة.
وعلى الرغم من انتماء الفيلم إلى عالم ديزني الطفولي، إلا أنّ سحره يجذب الصغار والكبار على حد سواء، لما يحمله من رسائل إنسانية وقيم راسخة عن السعي، الاستقلالية، والإصرار على تغيير الواقع.
فالفيلم، الذي صدر عام 2009 كأول إنتاج لديزني يُبرز أميرة سمراء، يروي حكاية الأمير "نافين" الذي تحوّل إلى ضفدع، و"تيانا" التي تشاركه مغامرة شاقة للعودة إلى شكلهما البشري.
تحوّل المسرح الأثري بقرطاج في تلك الليلة إلى فسيفساء عمرية التقت فيها أجيال مختلفة عند بوابة الخيال. ضحكات الأطفال وتعليقاتهم العفوية تداخلت مع مشاهد الفيلم الكوميدية والتراجيدية، بينما عزّزت الموسيقى التصويرية لراندي نيومان جمالية الحكاية، بعزفها على أوتار الثقافة الغنية لمدينة نيو أورلينز الأمريكية.
في النهاية، بدا العرض أكثر من مجرد مشاهدة سينمائية، بل تجربة حية جمعت البراءة بالحلم، والطفولة بذاكرة الكبار، في ليلة طبعتها ديزني بألوانها الساحرة على مدارج قرطاج.