سُجّلت اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 حالات اختناق جديدة في صفوف تلاميذ المدرسة الإعدادية شطّ السلام بمدينة قابس، نتيجة استنشاق الغازات السامة المتصاعدة من الوحدات الصناعية التابعة للمجمع الكيميائي التونسي.
وحسب المعطيات التي تحصّل عليها موقع أرابسك، هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان لنقل التلاميذ المتضرّرين إلى المستشفى لتلقي الإسعافات والعلاجات اللازمة.
وأظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون حالة من الاحتقان والغضب في صفوف أولياء التلاميذ وسكان المنطقة، الذين جددوا مطالبتهم بإيجاد حلول عاجلة وجذرية لأزمة التلوث في قابس. كما ردد عدد من الأهالي شعارات تندد بتجاهل مطالبهم، داعين إلى تفكيك الوحدات الكيميائية المهترئة التي انتهت صلوحيتها وتسببت في أضرار بيئية وصحية متزايدة.
ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان منير عدوني، رئيس الفرع الجهوي للمحامين بقابس، عن تقدّم الفرع بقضية استعجالية لوقف الإنتاج في بعض الوحدات الصناعية للمجمع، المتسببة في انبعاثات غازية خطيرة.
وشهدت مدينة قابس خلال الأيام الأخيرة موجة من الاحتجاجات على خلفية تكرّر حالات الاختناق بين التلاميذ جراء الغازات السامة المنبعثة من مداخن المجمع الكيميائي.
وكان فريق تفقد مشترك من وزارتي الصناعة والبيئة قد بدأ، يوم أمس الاثنين، عمليات معاينة وجرد داخل المجمع بهدف إعداد برنامج لتجديد المعدات وضمان احترام معايير السلامة البيئية.
ويوم السبت، دعا رئيس الجمهورية قيس سعيّد خلال لقائه بوزيرة الصناعة والمناجم والطاقة فاطمة ثابت شيبوب ووزير البيئة حبيب عبيد إلى إيفاد فريق مشترك على وجه السرعة إلى معمل الحامض الفسفوري بقابس لإصلاح الوضع ومعالجة الإخلالات القائمة.
وكان سعيّد قد أكد قبل أسبوعين أنّ مدينة قابس تعاني من تلوث صناعي خطير وأنّ “البيئة في الجهة تعرّضت لاغتيال ممنهج منذ سنوات، ما أدى إلى سقوط ضحايا كثر”
يُذكر أن الحكومة كانت قد أصدرت في جوان 2017 قرارًا يقضي بـإيقاف سكب مادة الفوسفوجيبس في البحر والتخلي عن الوحدات الملوثة المرتبطة بإنتاجها، مع إحداث وحدات صناعية جديدة تراعي معايير السلامة البيئية وتُقام بعيدًا عن المناطق السكنية، غير أنّ القرار لم يُفعّل إلى اليوم.