اقتصاد

حملة ''أوقفوا التلوث'' تطالب بإقالة وزيرة الصناعة

 جدّدت حملة "أوقفوا التلوث" تأكيدها على ضرورة تنفيذ قرار تفكيك الوحدات الملوِّثة التابعة للمجمع الكيميائي التونسي بقابس، مشدّدة على وجوب إقالة وزيرة الصناعة وفتح تحقيق عاجل وجادّ في الملف.

وأعربت الحملة، في بيان صادر مساء الاثنين 13 أكتوبر 2025، عن استنكارها الشديد لما ورد في بيان وزارة الصناعة والمناجم والطاقة الذي نُشر في وقت سابق من اليوم نفسه، والمتعلق باجتماع الوزارة مع ممثلين عن جهات مانحة لبحث مشروع النقل الهيدروليكي للفوسفاط لفائدة المجمع الكيميائي بقابس.
واعتبرت الحملة أن هذا البيان جاء في وقت يترقّب فيه سكان الجهة توضيحات رسمية حول أسباب التسربات الأخيرة واعتذارًا للمتضررين من حالات الاختناق الجماعي، مشيرة إلى أن العديد منهم ما زالوا يعانون من مضاعفات صحية خطيرة.
وأضافت الحملة أن منشور الوزارة يعكس تنكّرًا لمطلب الأهالي القاضي بتفكيك الوحدات الملوِّثة، ويمثل استفزازًا لمشاعر المواطنين، مؤكدة أن الوزارة سارعت لاحقًا إلى حذف البيان من صفحتها الرسمية.
كما أشارت الحملة البيئية إلى متابعتها لما ورد في صفحة رئاسة الجمهورية بخصوص وضع استراتيجية تنهي نهائيًا الكارثة البيئية بقابس، والمستوحاة من المبادرة التي صاغها الشباب. وأوضحت أن رئيس الجمهورية قد أقرّ بوجود إخلالات كبيرة في الصيانة والتشغيل، تسببت في التسربات الغازية وحالات الاختناق، وأعلن عن تشكيل لجنة لإصلاح وحدات المجمع، دون أن يُصدر قرارًا واضحًا في شأنها.
وكان الرئيس قيس سعيّد قد شدّد، وفق بيان الرئاسة، على ضرورة توجيه فريق مشترك من وزارتي الصناعة والبيئة إلى المجمع الكيميائي بقابس لتدارك الإخلالات بسرعة، ووضع خطة استراتيجية عاجلة لإنهاء التلوث البيئي، مستلهمة من الخطة التي أعدها شباب الجهة منذ أكثر من عشر سنوات.
وفي السياق نفسه، طالبت حملة "أوقفوا التلوث" بإيقاف نشاط الوحدات المسؤولة عن التسربات الأخيرة فورًا، خصوصًا بعد تأكيد السلطات الرسمية على وجود خلل جسيم داخلها.
 كما دعت إلى تبنّي قرار سياسي حاسم من الحكومة ورئاسة الجمهورية لتفعيل قرار التفكيك، وإقالة وزيرة الصناعة وفتح تحقيق شامل يشمل كل من وزارة الصناعة والطاقة والمناجم، ووزارة البيئة، والمجمع الكيميائي التونسي.
إلى جانب ذلك، جدّدت الحملة رفضها لقرارات الحكومة الصادرة في 5 مارس والمتعلقة بتركيز مشاريع الهيدروجين الأخضر وإنشاء وحدة جديدة للأمونيا في قابس، مؤكدة استمرارها في النضال المدني والسلمي بجميع الوسائل الممكنة. ودعت المواطنين إلى المشاركة المكثفة في المسيرة الشعبية المزمع تنظيمها مساء الأربعاء 15 أكتوبر 2025، تزامنًا مع عيد الجلاء، والتي ستنطلق من ساحة الشهداء بباب بحر في اتجاه شاطئ سيدي عبد السلام.
يُذكر أن مدينة قابس تعيش منذ أيام على وقع احتقان واسع إثر تجدّد حالات الاختناق والتسمّم الناتجة عن تلوث الهواء والمحيط بسبب الانبعاثات والنفايات الصادرة عن المجمع الكيميائي التونسي، وهو ما أثار غضب الأهالي الذين يطالبون بتطبيق القرار الوزاري لسنة 2017 القاضي بتفكيك الوحدات الملوِّثة نهائيًا.