تجمّع مئات المحتجّين، مساء الأربعاء 17 ديسمبر 2025، في مدينة قابس، للتعبير عن تشبّثهم بمطلبهم الأساسي المتمثّل في تفكيك الوحدات الملوِّثة التابعة للمجمع الكيميائي التونسي، وذلك على خلفية تكرار حالات الاختناق الجماعي التي تعرفها الجهة، والتي ألحقت أضرارًا بعدد كبير من المواطنين، من بينهم أطفال.
وتحرّك المحتجّون في مسيرة انطلقت من ساحة عين سلام باتجاه مقرّ ولاية قابس، وردّدوا خلالها جملة من الشعارات، من بينها: "الشعب يريد تفكيك الوحدات"، و"لا خوف لا رعب، الشارع ملك الشعب"، و"قابس يا مظلومة من المجمع والحكومة"، و"قابس حرّة والتلوّث على برّه".
ويأتي هذا التحرّك الاحتجاجي تفاعلًا مع دعوة أطلقتها حملة "أوقفوا التلوّث"، التي حثّت على النزول إلى الشارع للتأكيد على أنّ "ملف التلوّث في قابس يُمثّل جزءًا لا يتجزّأ من إرث أثقل كاهل الجهة، وعرقل مسار التنمية، وسمّم الأرض والبحر وصحّة الأهالي". وكانت الحملة قد شدّدت، في بيان سابق، على أنّ "لا كرامة دون بيئة سليمة، ولا عدالة دون رفع المظالم والجرائم البيئية عن الجهة".
وجدّدت حملة "أوقفوا التلوّث" تأكيدها على تمسّكها بما وصفته بمطالبها التاريخية، وعلى رأسها تفكيك الوحدات الملوِّثة، ومعالجة التراكمات البيئية، واعتماد نموذج تنموي بديل وانتقال اقتصادي عادل ومسؤول يعيد الاعتبار لقابس وسكّانها.
وتشهد ولاية قابس منذ قرابة ثلاثة أشهر حالة من الاحتقان، نتيجة تجدّد حالات الاختناق والإصابات بوتيرة شبه يومية، وفق ما يذكره نشطاء محلّيون، ويعزون ذلك إلى الانبعاثات الملوِّثة الصادرة عن المجمع الكيميائي التونسي، إضافة إلى طرح مخلفات مادّة الفوسفوجيبس في خليج قابس.