آراء

السباق نحو قصر قرطاج: بين الغث والسمين يوم الاقتراع هو الفيصل

 لفت غمار سباق الترشح للانتخابات الرئاسية 2014 الانتباه أكثر هذه المرة، نظرا لعدة اعتبارات منها تغير المشهد السياسي تونس وارتفاع عدد المترشحين وتنوعهم.

الانتخابات الرئاسية لهذه الدورة فتحت الباب أمام عدد هام من المترشحين من مختلف التيارات السياسية اضافة الى دخول السباق مترشحين من مجال المال والأعمال، والاستثنائي في انتخابات 2014 هو عودة الدستوريين لخوض غمار المنافسة.
وللاشارة فإن السباق نحو قصر قرطاج ظل حدثا تاريخيا لأكثر من نصف قرن باعتباره رمز سلطة الاقوى والأكثر فاعلية في البلاد من الرئيسين الأسبقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي الرئيس المخلوع، الا أن هذه الانتخابات تختلف تماما عما سبق بجميع المقاييس.
وعلى الرغم من أن أهم الصلاحيات ستكون بين أيدي رئيس الحكومة المقبل نظرا لنظام الحكم المعتمد في تونس وهو النظام الرئاسي البرلماني المزدوج الذي يضم في كل الاحوال عدد من الفرقاء السياسيين، إلا أن حلم الدخول الى قصر قرطاج والتربع على عرشه ولو بصلاحيات محدودة سيمكن الفائز من الدخول الى التاريخ والتمتع بامتيازات.
وما يميز هذه الانتخابات أيضا ترشح سياسيين واقتصاديين من الوزن الثقيل في تونس نظرا لما يكتسبوه من شهرة وشعبية على غرار رجل الاعمال سليم الرياحي (الاتحاد الوطني الحر)، ومصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي (التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات) واحمد نجيب الشابي ( الحزب الجمهوري) والباجي قائد السبسي ( نداء تونس) وحمة الهمامي ( الجبهة الشعبية) ومنصف المرزوقي (المؤتمر من اجل تونس)، عبد الرحيم الزواري(الحركة الدستورية)، محمد الحامدي (التحالف الديمقراطي)، عبد الرؤوف العيادي (حركة وفاء)، وبصفة مستقلة مصطفى كمال النابلي، القاضي علي الشورابي، نور الدين حشاد، وأمنة منصور القروي (رئيسة الحركة الديمقراطية للاصلاح والبناء) وهي أول مرة تقدم ترشحه لرئاسية 2014،وكلثوم كنو القاضية ورئيسة جمعية القضاة التونسيين سابقا بصفة مستقلة أيضا، ورئيس حزب تونس عادل العلمي، هذا وينتظر من باقي الاسماء التي عبرت عن رغبتها في خوض غمار المنافسة للرئاسية أن تقدم ترشحها يوم الاثنين القادم باعتبار أنه أخر أجل لتقديم الترشحات للانتخابات الرئاسبة وذلك حيب ما كانت اعلنت عنه الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
ومن المؤكد أن تشهد هذه الانتخابات تشتت في الاصوات باعتبار العدد الكبير لعدد المترشحين للانتخابات الرئاسية إضافة الى المنافسة الواسعة والقوية بين كل المترشحين، الذي سيكون الفيصل بينهم نتائج يوم الاقتراع الموافق لـ 23 نوفمبر 2014، لاختيار اسم واحد من بين جميع هذه الاسماء .
ويشار الى أن هذه الاسماء لم يمنعهم القانون الذي اشترط في طياته ىأن تكون تزكية المترشح من 10 نواب أو من 10 آلاف ناخب او من 40 من رؤساء مجالس الجماعات المحلية المنتخبة، على الرغم من هذه الصعوبة الا أن الاحزاب المبتدئة والمستقلين تمكنوا من دخول غمار المنافسة.
 
كلثوم التراس