احتفلت حركة نداء تونس مساء أمس بذكرى تأسيسها الثالثة بحضور عدد هام من قيادات الحزب ومؤسسيه وومنخرطيه بالقصر الرياضي بالمنزه .
وقد احتفلت نداء تونس أمس بالذكر الثالثة لتاسيسها بالطبال والمزود ، وعلى الرغم من توضيح لجنة التنظيم التي أكدت أن الاحتفال بالموسيقى هو من صنع منخرطي الحزب وليس من صنع لجنة التنظيم ، الا أن ذلك ليس له اي مبرر خاصة بعد هذا الاحتفال الذي لقي انتقادات لاذعة من قبل جميع الفئات الاجتماعية سواء كانوا من بين الذين صوتوا للحزب او من غير ذلك، معتبرين أن هذا الاحتفال ليس في مجاله ولا سياقه وخارج عن التوقيت ، وتحديدا في ظل الاحزان العميقة التي تعيش على وقعها تونس والعائلات التونسية وأمهات شهداء الوطن من وحدات الحرس الوطني و أمهات وعائلات ضحايا حادث المرور الذي جد يوم امس على مستوى منطقة الفحص والذي خلف 18 ضحية وجرح أكثر من 90 جريحا .
وعلى الرغم من الاحزان التي تعيشها تونس هذه الايام الا ان نداء تونس تمسك بتنفيذ اجتماعه واحتفاله بهذه الذكرى التي اعتبره عدد هام من المواطنين ذكرى "اليمة" ولم تحترم شعور أمهات تونس، ولم تحترم "النزيف الدموي الحاد " الذي تعيشه تونس هذه الايام والخسائر البشرية الفادحة التي سجلتها تونس والتي لا تعوض بأي ثمن والتي عادة ما تتطلب التضامن والتعاون زمن الشدة وليس الاحتفال والرقص على "المزود والطبل" .
وهذا الاحتفال بين انعزال حركة نداء تونس المنتخبة من عموم الشعب التونسي عن باقي مكونات المجتمع وكأن همها الوحيد هو الاحتفال والرقص، وهي بادرة اعتبره البعض خطيرة لانه لا وجود لفرق بين احتفال نداء تونس واحتفال الدواعش باغتيال الامنين والذين تم ايقافهم في عديد المناسبات، معتبرين ذلك احساس لا وطني "الاميني يدفنون استشهاد اثر التصدي للارهاب الغادر والجبان للجماعات المتطرفة وهم يحتفلون رقصا دون خجل واحتراما للعائلات التونسية".
نقول لنداء تونس ان تونس حزينة وتتطلب التماسك ووضع اليد في اليد والاحساس بنفس الحزن والالم الذي تعيش على وقعه العائلات التونسية والمساهمة في ايقاف النزيف الدموي الذي تعيشه تونس ليس بالحتفال مثل ما يرى ذلك البعض وانما التوحد جميعا وترك الافراح والاحتفالات الى تاريخها والتي يمكن تأجيلها لأنه مهما حولنا مواساة العائلات التونسية ومهما حاولنا مسح دموعهم لا يمكن ايقاف وجعهم الذي سيسكن في أجسادهم الى الموت...
ومن المؤكدا أن هذا الاحتفال سيعمق الازمة في نفوس التونسيين خاصة في هذه الفترة الاليمة والعميقة في قلوب عامة الشعب التونسي والتي كان من المفروض على الندائيين تأجيل احتفاله الذي لن يكلفها الكثير على عكس ما سيكلفها بعد هذه الحادثة التي زادة في تعميق الازمة في قلوب المواطن التونسي وخاصة الامهات التي كانت أكثر نسبة من المصويتين لنداء تونس...
والغريب في الامر هو حضور وزير الصحة سعيد العايد الذي كان توجه صباح أمس الى معاينة مكن حادث اصطدام قطار الفحص بشاحنة ثيقلة والذي كان حاضرا على عملية نقل المصابين والموتى وجمع اشلاء بعض المواطنين الضحايا، وواكب الاحتفال وكيف لهذا الوزير أن يحزن ويفرح في نفس الوقت عليه أن يفسر هذه المعادلة الحسابية ...
رب عذر .... أقبح من ذنب .. فالشعب التونسي لن يلوم المطبلين ..وبائعي كرامتهم من أجل الدنانير.. وإنما اللوم على نخبة السياسين والذين الآن يرقصون على جثث الشهداء وموتى حادث القطار ....
احمد الطاهري