المجتمع

انتقادات لوالي صفاقس بعد تنظيمه لحفل تكريم على شرف اطارات و اعضاء خلية ازمة فاجعة قرقنة

 أقامت ولاية صفاقس، مساء أمس الثلاثاء بمقرها، حفل تكريم، حضره وزير الصحة، عماد الحمامي، على شرف الإطارات الطبية والأمنية والقضائية والإدارية العاملة في نطاق خلية الأزمة الجهوية المشكلة على خلفية فاجعة غرق مركب الهجرة في قرقنة.

وقد أثارت مبادرة التكريم هذه عديد الانتقادات، سواء من قبل إعلاميين واكبوا الحدث، أو من قبل أطراف إدارية، وأيضا من بعض أهالي ضحايا فاجعة غرق المركب.
وفي هذا السياق، عاب المنتقدون على الوزير وعلى والي صفاقس، عادل الخبثاني، الذي نظم التكريم، عدم انتظار استكمال الجهود وواجب تقديم الخدمات الطبية والإدارية لفائدة الغرقى وأهاليهم، الذين لا يزال عدد كبير منهم قابعا في محيط بيت الأموات بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة ينتظرون تسلم جثامين أبنائهم أو وصول أخبار عن عدد من المفقودين لم يتضح بعد مصيرهم.
كما انتقد المتحدثون، في لقاءات مع مراسل وكالة تونس افريقيا للانباء ، عدم زيارة الوزير للمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة، حيث يرابط أفراد العائلات، وحيث مكان عمل خلية الأزمة في قسم الطب الشرعي، أين ينهمك عدد من إطارات هذا القسم والمسؤولين المحليين (معتمدون وعمد) وأعوان شرطة فنية، إلى جانب حاكم التحقيق المتعهد بالقضية، في تيسير خروج جثامين الغرقى.
وعبر أحد الصحفيين المواكبين للزيارة عن استهجانه من إقامة حفل للتكريم على بعد بضع مئات الأمتار من المستشفى، أين يتواصل توافد قوافل الموتى، وحيث المشاهد المأساوية للعائلات القابعة منذ ثلاثة أيام في انتظار أبنائها أحياء أو جثامين.
واستغرب عملية تكريم الأمنيين وغيرهم، في حين أقر رئيس الحكومة في تصريحات إعلامية أمس لدى زيارته إلى الجهة بوجود تقصير أمني كبير ومسؤولية في الفاجعة التي أودت بحياة العشرات من شباب تونس.
وعلق صحفي آخر قائلا: صحيح أن عملا كبيرا أنجز في اليومين الأخيرين من قبل فريق الطب الشرعي والشرطة الفنية والإطارات الإدارية وغيرها، ولكن المهمة لم تنته بعد، ثم إن ذلك من صميم واجبهم.
كان على الوالي أن ينتظر نهاية الأزمة ثم ينظم التكريم إن شاء، فليس من المنطق الاحتفال بنجاحات في وضع مأسوي تتحمل مسؤوليته عديد الأطراف، بما فيها المعنية بالتكريم.
إلى ذلك، عبر عدد من أهالي المفقودين والغرقى في محيط بيت الأموات، حيث كان يفترض أن يزورهم وزير الصحة الذي طال انتظاره إلى ساعة متأخرة من الليل دون أن يأتي، عن غضبهم واستيائهم مما يعتبرونه إهمال الجهات الرسمية وتقصيرها في حقهم.
ولفت المتحدثون إلى أن أيا من مسؤولي الحكومة الذين زاروا الجهة في اليومين الأخيرين، وهم على التوالي، وزير الداخلية، ورئيس الحكومة، ووزير الصحة، لم يلتقوا أهالي الغرقى والمفقودين الموجودين بأعداد كبيرة في المستشفى منذ اندلاع الأزمة.
وعندما كان الحاضرون في محيط بيت الأموات ينتظرون القدوم المحتمل للوزير، بدأ أب لشاب مفقود من ولاية باجة، ماكث منذ ثلاثة أيام أمام قسم الأموات ينتظر خبرا عن ابنه الذي كان من بين ركاب القارب المنكوب، في حالة من الحزن الممزوج بالغضب الشديد... غضب ذهب به إلى حد اتهام الحكومة بأنها المسؤولةعن فقدان ابنه الوحيد ذي ال22 ربيعا.
ويمضي في حديثه: بعد أن ضيقوا علينا العيش، ها هم يحرموننا من فلذات أكبادنا بسبب قوارب الموت التي يغضون الطرف عنها، بل يشاركون في جريمة تنظيمها، على حد قوله.
وكان وزير الصحة شدد في تصريح إعلامي بمقر الولاية، على هامش إشرافه على حفل التكريم، على ضرورة العمل على التصدي للهجرة السرية، وإيجاد بدائل حقيقية أمام الشباب توفر أسباب العمل والتنمية.
واعتبر أن هذه الكارثة الوطنية التي جدت يوم 3 جوان مع غرق قارب الهجرة، يجب أن تكون منطلقا لرسم معالم طريق لأفق جديد تساهم في إرسائه كل الأطراف، من سلطة عمومية، ومجتمع مدني وإعلام، وغيرهم.
واعتبر أن السلط الجهوية في صفاقس تقوم بواجبها، مبرزا دور خلية الأزمة المشكلة في الولاية والجهود المبذولة على صعيد التقصي وتتبع من أسماها بالعصابات الإجرامية، التي تغرر بالشباب التونسي.