الطموح يعتبر عنصرا هاما من عناصر النجاح إن كان بالنسبة للرجل أو المرأة، وهو يختلف عن الطمع، كما يعلم الناس.. الطموح في شخصية المرأة يعتبر أكثر أهمية من الطموح في شحصية الرجل؛ ذلك لأن معظم الرجال بطبيعة الحال يملكون طموحاً كبيراً ويسيرون على أساسه في حياتهم العملية والمهنية، وهو لذلك أمر طبيعي أما بالنسبة للمرأة فالأمر يختلف فهناك نسبة كبيرة من النساء اللواتي ليس عندهن طموح بسبب الزواج وإنجاب الأولاد، واتباع روتين في الحياة يتمثل في الاعتناء بالمنزل والزوج والأولاد، هذا بالطبع لا يمنع من أن تكون المرأة طموحاً، ولكن الظروف هي التي تحول دون ذلك.
المرأة الطموح.. أكثر سعادةً
قسم الدراسات النفسية التابع لجامعة «مكنزي» في مدينة ساو باولو، قال في دراسة حول العلاقة بين الطموح والحالة النفسية عند المرأة، إن المرأة الطموح هي تلك التي لديها خطط مستقبلية مشرقة، الهدف منها تحقيق النجاح على أكثر من صعيد، وبخاصة الصعيد المهني، وأضاف خبراء الدراسة: «هذه الخطط تمثل خيطاً قوياً ومتماسكاً من الأمل في تحقيق ما تصبو إليه، وهذا الأمل الدائم هو بالضبط منبع «الحالة النفسية الإيجابية»، التي تعتبر مصدراً للسعادة والتفاؤل، وكذلك منبع قوة تكتسبها المرأة في شخصيتها.
يجب ألا تستسلم المرأة المتزوجة والتي لديها أولاد ولا تعمل، لواقع روتيني ممل؛ بل بإمكانها أن تضع في رأسها أهدافاً كثيرة طموحة، تتمثل في التفكير في كيفية جعل أولادها ناجحين في الدراسة للحصول على مهن عالية المستوى، كما أن دعمها لزوجها لتحقيق المزيد من النجاح في عمله يمثل طموحاً، ولكن هناك نسبة قليلة من النساء المتزوجات وغير العاملات اللواتي يمكن أن نجد عندهن مثل هذا التفكير الطموح، والنسبة لا تتعدى 20% من هذه الفئة من النساء.
الطموح يولد حالات نفسية إيجابية
أكدت الدراسة أن المرأة الطموح، تملك شخصية إيجابية بسبب طموحها الذي يولد الحالة النفسية الإيجابية، ولذلك فإن للطموح تأثيراً كبيراً من حيث توليد طاقات نفسية لم تكن لتوجد لولا التفكير الطموح بالحياة المستقبلية، كما أن المرأة الطموح، هي تلك التي تؤمن بفكرة أنه ليست هناك خطط بالنسبة للماضي؛ بل للمستقبل فقط؛ فما هو تأثير الطموح على المرأة، والحالات النفسية الإيجابية التي تساهم في جعل آلية دماغها تعمل بشكل متوازن؛ يجعل حالتها النفسية متوازنة أيضاً؟
أولاً، يمنح المرأة حافزاً قوياً للعيش بسبب ارتفاع معنوياتها
ذلك بسبب أن الطموح يمنحها عناصر للاهتمام بالحياة، وهي دائماً تميل إلى كل ما هو متفائل في هذا الاتجاه، كما أنه يمنع أي ميول اكتئابية؛ لأنه يساعد على القضاء على الشعور بالملل، الذي يعتبر أحد أسباب الاكتئاب، كما أنه يعلمها تعميق معرفتها وتكريسها لخدمة أهدافها الطموحة، ويوضح المهم منها.
ثانياً، يحسّن مهارتها القيادية
إن الحالة النفسية الإيجابية الناجمة عن هذا الشعور، توسع هامش تعلم مثل هذه المهارات بسهولة؛ فهي تعني الانفتاح في الشخصية لتلقي كل أنواع المعرفة.
كما أن الطموح يعرض على المرأة الإرشادات اللازمة للانفتاح الذهني، والقدرة على التحليل وفهم المشاكل بشكل عميق، ومن ثم اكتساب المعرفة لتقديم الحلول المناسبة لهذه المشاكل، ومن مهارات القيادة الأخرى، التركيز الذي يمنحه للسير بخطا ثابتة باتجاه ما تريد تحقيقه من خطط طموحة.
ثالثاً، يمنحها مهارة عالية للتواصل مع العالم الخارجي
إن معرفة الناس لما يريدونه في الحياة، يجعلهم أكثر قابلية للتواصل مع الآخرين بشكل متميز؛ لاكتساب المعرفة والتعلم من الآخرين ما ليس عندهم، الطموح يفعل ذلك في المرأة، ويجعلها أكثر قابلية للتواصل مع العالم الخارجي بشكل أكثر ذكاء، كما أن ذلك يساهم في تطوير الاحتكاك مع الآخرين والقدرة على فهمهم؛ حيث يعلمها مثلاً تعلم استخدام طبقة الصوت المناسبة لنقل الرسائل والأفكار للآخرين، وهذا بدوره يجعل الآخرين ينقلون رسائلهم وأفكارهم لها بشكل سلس وسهل.
رابعاً، يعلمها فهم الآخرين بشكل أفضل
أشارت الدراسة إلى أن هذه النقطة تتضمن ثلاثة أمور، هي:
1 - القدرة على تقييم عواطفها وعواطف الآخرين، وتعلم إظهار ردور الأفعال الإيجابية.
2 - القدرة على تسجيل الخبرات المكتسبة، من خلال التعاطي الذكي مع الناس.
3 - القدرة على استخدام المواقف لصالح المعرفة الشخصية.
خامساً، يمنحها القدرة على تحسين الذاكرة
وذلك من أجل تذكر الأهداف الطموحة وعدم نسيان أي منها.. كما أن هذا الطموح يمنحها القدرة على التركيز على المعلومات المفيدة، وتكرار ما يتم تعلمه، والتدرب الذاتي على ذلك؛ إضافةً إلى القدرة على التغلب على الشرود الذهني الذي ينتابنا أحياناً.
سادساً، الطموح يجعل المرأة أكثر إنتاجية
المرأة الطموح، تنتج أكثر إن كان في عملها أو في الجهود التي تبذلها لتحقيق طموحاتها، ومما يساعد على ذلك، هو تجنب القيام بالمهام الخطيرة، والتركيز على المهام التي بين يديها، وتجنب فقدان التركيز.