كشفت دراسة حول مدى "تأثير الحوارات والمناظرات السياسية على الأطفال" ان نصف الاولياء المستجوبين، لاحظوا تغيرا في سلوك أبنائهم فيما أشار أكثر من نصفهم الى أنّ أبناءهم باتوا يستخدمون عبارات وألفاظ عنف تضمنتها حوارات سياسية.
وقالت عضو الجمعية التونسية لعلم نفس الصحة، إيمان بلقاسم، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، إنّ الدراسة ابرزت ان 50 بالمائة من الأطفال يتابعون مقاطع الفيديو، التي تتضمن حوارات سياسية وفيها جانب من العنف اللفظي، مشيرة الى أن 35 بالمائة من هؤلاء الأطفال هم من الفئة العمرية من 6 سنوات الى 11 سنة
وخلصت الى القول الى أنّ ثلثا الاولياء الذين شملتهم الدراسة، أفادوا أنّ سلوك أبنائهم سلبي وزادت حدّته منذ بداية جائحة كورونا.
وأوضحت أن الدراسة التي أصدرتها الجمعية، مؤخرا، خلصت الى ان سلوك الأبناء تغير وظهرت عليهم سلوكيات سلبية لم يتعودوا عليها، اما عبر رفع نبرة الصوت أو الشتم والسب أو عدم الانصياع لتعليمات الاولياء وعدم احترام الاخر ورفض المدرسة.
واعتمدت الدراسة على عينة شملت 1000 من الاولياء (80 بالمائة أمّهات)، تم استجوابهم لفترة شهر، من 20 سبتمبر الى 20 اكتوبر 2020، حول مدى مشاهدة أبنائهم للحوارات السياسية اما عبر مقاطع فيديو بمواقع التواصل الاجتماعي أو على شاشة التلفزة ومدى تأثيرها على سلوكياتهم، وفق المتحدّثة.
وأكدت بلقاسم أن الجمعية لاحظت ارتفاع منسوب العنف في الحوارات السياسية، خلال شهري جويلية وأوت 2020 وارتأت دراسة تداعيات منسوب العنف اللفظي على الأطفال لاسيما عبر تداولهم لمقاطع الفيديو.
واعتبرت أن السلطات المعنية لم تتفاعل مع الوضع ولم تقترح حلولا لتفادي حالات الفراغ وتفشي ظاهرة العنف في صفوف الأطفال لاسيما أنّ دور المدرسة أضحى غائبا عن المشهد التنشئة الاجتماعية.
وفسرت ذلك بتأثير جائحة كوفيد - 19، على استمرارية الزمن المدرسي الذي أصبح مضطربا ليغيب بالتالي دور المدرسة التربوي، معتبرة أنّ نتائج هذا الوضع ستظهر على المدى الطويل.
وشددت على انه إزاء ارتفاع منسوب العنف اللفظي، تقلص دور المدرسة في إرساء مبدأ الحوار وتعليم الطفل مهارات تمكنه من تخطي هذه الظاهرة عبر تلقينه لمواد فنية وثقافية، نوادي تربية تشكيلية، مسرح، موسيقى...، تساعده على صقل شخصيته.
وات