تعرضت الممثلة نادية بوستة مؤخرا لحملة تعليقات مسيئة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ان نشرت صورا من جلسة تصوير خضعت لها مؤخرا بلباس البحر.
بطلة فيلم "الهربة" تلقت تعليقات بذيئة و مسيئة تمسها في شخصها و في سمعتها و تسيء لجسدها التي أكدت انها متصالحة تماما معه بعد خوضها لعدة صراعات داخلية كأغلب النساء في بلادنا بصفة خاصة و النساء في العالم بصفة عامة بسبب الاحكام الاخلاقوية من جهة و الصورة النمطية من جهة أخرى لجسد المرأة التي تروجها وسائل التواصل الاجتماعي و وسائل الاعلام على مدى عقود من الشكل النحيف الى "الكيرفي" ، من الشفاه الرقيقة الى الشفاه الممتلئة ، و وضعنا كل فترة في إطار صورة نمطية يجب ان تكوني داخلها كإمرأة و إلا لن نعتبرك جميلة و لن نحترم جسدك.
نادية بوستة نشرت الصور ليس استعراضا فقط لمفاتنها و ان كان من حقها ان تستعرض جمال جسدها اللانمطي و شعرها الابيض الذي عبرت به عن رفضها للضغط الذي تتعرض له المرأة بوجوب تلوينه مع كل شعرة بيضاء تظهر و هذا بالطبع ليس حكما على الاخريات اللاتي يلون شعرها ، من حق اي إمرأة ان تكون جميلة كما تريد و بالطريقة التي تريد.
نادية بوستة و من المؤكد ان هناك أخريات مثلها إخترن الطريق الأصعب "المصالحة مع الجسد" العبارة التي اصبحت مسقطة و سهلة لكن المصالجة طريق شاق جدا اول لنقل رحلة تتخذها المرأة في مجتمع أصبح يقدس الصورة لا الجسد ، الجسد الذي يحملنا منذ ولادتنا و نخوض به العديد من التجارب و يواصل معنا و ينضج معنا و يعبر عنا ، الجسد هذه الآلة العجيبة كما وصفتها نادية .
التعاليق الجارحة التي ترافق كل صورة إمرأة تستعرض جزء من جسدها تظهر عقلية مريضة كارهة لنفسها ليس للآخرين ، كارهة لجسدها ، غير مقدرة للهدية التي مُنحنا إياها كبشر ألا و هي الجسد هؤلاء الناس الذين يسقطون أحكامهم على إمرأة عبرت عن نفسها من خلال جسدها عبرت عن حبها للخلق الرائع الذي يكمن جماله في تناقضه و عدم تناسقه.
ببساطة من الممكن ان نكون لطفاء أكثر مع نادية و غيرها خاصة نحن كنساء ، نساعد بعضنا على التطور على عدم الحكم، و نحتفل بأجسادنا المقدسة هذا الخلق العظيم الذي يعطي الحياة لمخلوق آخر ، نعطي الحق لكل إمرأة بأن تكون جميلة كما تريد و في أي صورة تريد.
أحلام شرميطي