قد يغفل الناس عن أهمّية ثقافة الاعتذار، وذلك لاعتقاد البعض منهم أن التأسّف لما حدث منهم قد يتسبّب بإحراجهم أو بتعريضهم للانتقاد. في هذا الإطار، توضّح خبيرة الإتيكيت والبروتوكول هدير حسين لـ"سيدتي. نت" أن "ثقافة الاعتذار لا تعبّر عن ضعف من يقوم بها أو تنتقص من كرامته بل هي أساسيّة، وتنمّ عن سلوك محمود وضروري"، وتضيف أن "ثقافة الاعتذار مسؤولة عن تحسّن العلاقات الاجتماعية، سواء مع زملاء العمل أو الأقارب أو الأصدقاء أو الجيران أو حتى مع الأبناء". وتعدّد الخبيرة النصائح والخطوات التي يجب اتباعها عند تقديم الاعتذار.
يُنصح بالاعتذار، سريعًا، عندما يشعر الشخص بأنه تسبّب بحدوث سوء تفاهم أو خطأ ما، وذلك عن طريقة كلمة "آسف(ة)"، متبوعة بابتسامة. ففي معظم الأحيان تحلّ هذه الكلمة المشكلات. من جهة ثانية، تشدّد الخبيرة على ضرورة أن لا يطول الوقت قبل تقديم الاعتذار، فكلّما تأخر المرء عن الاعتذار كان ذلك سببًا بتوتّر العلاقة مع الطرف الآخر وصولًا إلى انقطاع الصلة بينهما. أضف إلى ذلك، التأخر في الاعتذار قد يعطي الأمر أكبر من حجمه الطبيعي، لأن الطرف الآخر سيشعر أن هذه المشكلة تمت عن قصد جرّاء تجاهل مشاعره وعدم إبداء التقدير له.
عندما تتطوّر المناقشة مع الطرف الآخر إلى مشادة كلاميّة، من المهمّ أن يتوقف النقاش ويتم الاعتذار على الفور عمّا حدث.
تحدث مواقف عدة في مكان العمل، المواقف التي قد تبدو محرجة أو غير لائقة؛ ولإصلاحها، لا بدّ من الاعتذار، الذي يكون كفيلًا بأن لا يتطور الأمر، أو يحتقن الجوّ، أو يتأثر الرابط بين الزملاء سلبًا.
قد يظهر البعض تصرّفًا عصبيًّا في موقف ما؛ العصبيّة التي تكون مبررة إلى حدّ ما، ولكن قد يشتمل السلوك العصبي على المعاملة على هذا النحو، مع طرف لا ذنب له في الموقف، الأمر الذي يحتمّ الاعتذار، الذي يعكس احترام الآخر وتقديره.
طرق الاعتذار غير المباشرة
1. يمكن الاستعانة بأحد الأصدقاء للتوسّط بين الطرفين، تمهيدًا لحلّ المشكلة.
2. إرسال رسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تمهيدًا للاعتذار وجهًا لوجه أو هاتفيًّا.
3. تقديم هدية بسيطة أو باقة ورد تمهيدًا للاعتذار، حيث أن قبول الشخص الآخر الباقة يبيّن تقبله للاعتذار أمّا رفضه فلا يؤشّر إلى الاقتناع.