تناول الطعام الصحي، ومحاربة نمط الحياة الخامل، وتجنّب التبغ ... دراسة علمية جديدة تدرس السلوكيات الجيدة التي يمكن أن تمنع الخرف في سن متقدمة. فماذا جاء في تفاصيلها؟
يمكن أن يؤدي اتخاذ خيارات نمط حياة صحي في منتصف العمر إلى تقليل خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة. هذه نتيجة دراسة تابعت 13،720 امرأة أميركية تتراوح أعمارهن بين 54 عاماً في المتوسط، لمدة 20 عاماً تقريباً، وتمَّ عرض نتائجها في الجلسة السنوية للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب.
الخرف: أرقام "مخيفة"!
الخرف، متلازمة تسبب تدهور الذاكرة والقدرة على القيام بالأنشطة اليومية، تُصيب حوالي 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، بشكل رئيسي من خلال مرض الزهايمر (60 إلى 70% من الحالات وفقاً لمنظمة الصحة العالمية). ومع ذلك، يمكن أن يرتفع هذا الرقم إلى 82 مليوناً في عام 2030 وثلاثة أضعاف بحلول عام 2050، ليصل إلى 152 مليون شخص معني.
قالت باميلا ريست، عالمة الأوبئة الطبية في الجمعية الأمريكية: "بما أننا نعلم الآن أن الخرف يمكن أن يبدأ في الدماغ بعقود قبل التشخيص، فمن المهم أن نتعلم المزيد عن كيفية تأثير عاداتك في منتصف العمر على خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة".
30 دقيقة من النشاط البدني في اليوم.. تكفي
سجل الباحثون درجات لكل امرأة بناءً على سبعة معايير؛ صفر لصحة سيئة أو "متوسطة"، ونقطة واحدة للصحة المثالية. على مدى عقدين من الزمن، وجدوا أن النساء اللائي زدن درجاتهن بنقطة واحدة قللن من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 6%.
وخلصت الدراسة إلى أنه "من الممكن أن يكون الناس قادرين على معرفة أنه من خلال اتخاذ خطوات مثل ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة في اليوم أو الحفاظ على ضغط الدم تحت السيطرة، فيمكنهم تقليل مخاطر الإصابة بالخرف".
كما أن العادات الجيدة الأخرى مثل الحصول على نوم جيد ليلاً، أو تحفيز عقولنا أو البقاء على اتصال مع من حولنا، تحدُّ أيضاً من ظهور الخرف (مبكراً).
خطوات تُبعد عنك الخرف
- لا تدخني
بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بأي نوع من أنواع السرطان (الرئة والمثانة والأنف والأذن والحنجرة والقولون وما إلى ذلك)، يمكن أن يزيد التدخين أيضاً من خطر الإصابة بالخرف. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يزيد التبغ من مستوى الهوموسيستين في البلازما الكلية، مما يشكل خطراً كبيراً للإصابة بالسكتة الدماغية والضعف الإدراكي والخرف، بما في ذلك مرض الزهايمر. ربما ترغبين في الاطلاع على أحدث علاجات الزهايمر.
- الحفاظ على ضغط الدم الطبيعي
ارتفاع ضغط الدم هو عامل خطر للإصابة بالخرف. وفقاً لدراسة بريطانية عام 2018، ارتبط ارتفاع ضغط الدم حتى دون الحد التشخيصي لارتفاع ضغط الدم بزيادة خطر الإصابة بالخرف. السبب؟ يمكن أن يتسبب ارتفاع ضغط الدم في حدوث جلطات دماغية صغيرة، مما يؤدي إلى تلف المادة البيضاء في الدماغ، الأمر الذي يحدُّ من تدفق الدم إلى الدماغ.
- انخفاض نسبة السكر في الدم في منتصف العمر
النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية جداً من العناصر ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع، يعزز ظهور مرض السكري. ومع ذلك، فقد أظهر العديد من الدراسات بالفعل دور مرض السكري في زيادة خطر الإصابة بالخرف مثل مرض الزهايمر أو أمراض الأوعية الدموية. سيكون البالغون المصابون بداء السكري من النوع 2 أكثر عرضة للخطر بنسبة 1.5 إلى 3 مرات.
- الحفاظ على وزن صحي
يساعد التحكم في وزنك في محاربة الخرف: إن فقدان الوزن واستعادته لعدة سنوات في منتصف العمر (أي اليويينج) من شأنه أن يعرضك لهذه المتلازمة على المدى الطويل، وفقاً لدراسة من كلية الطب بجامعة بوسطن. والمثالي هو الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم بين 18.5 و 25، وهو ما يتوافق مع ما يسمى الجسم الطبيعي.
- اتباع نظام غذائي أفضل
يمكن لنظام غذائي صحي قليل الدسم يعتمد على حمية البحر الأبيض المتوسط أن يساعد في منع ظهور الخرف ومرض الزهايمر: الكثير من الخضروات والفواكه والأسماك والبقوليات والمكسرات وزيت الزيتون هي عناصر ممتازة. يُنصح أيضاً بتجنّب الأطعمة فائقة المعالجة التي تعتبر عوامل الخطر للعديد من الأمراض الأخرى.
- السيطرة على الكوليسترول
يمكن أن يؤدي تناول الأغذية الغنية بالكوليسترول لفترة طويلة إلى مشاكل صحية. وترتبط مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، وخاصة بين سن 40 و65 عاماً، بخطر الإصابة بالخرف بعد عقد من الزمن. كما أن التحكم في الكوليسترول يحدُّ أيضاً من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهو عامل خطر للإصابة بالخرف.
- مزاولة الرياضة كل يوم
لمحاربة الخرف (وللحفاظ على صحة جيدة)، يوصى بممارسة 30 دقيقة على الأقل من النشاط البدني يومياً. ممارسة النشاط البدني تجعل من الممكن ري الدماغ بشكل أفضل، وبالتالي تكوين خلايا وترابطات جديدة. ربما ترغبين في الاطلاع على فوائد التمارين الرياضية المائية.