قمت في العام الماضي بتوسعة نطاق مسؤولياتي بصفتي الرئيس التنفيذي لوحدة أعمال تجربة الأجهزة المحمولة في سامسونج، لقيادة مركز التصميم في الشركة. وعلمتني مسيرتي المهنية كمهندس أن أرقى التصاميم تتقاطع مع الابتكار التكنولوجي. ومن شأن هذه المسؤولية الجديدة أن تتيح لي التعمق أكثر حول الترابط القائم بين التصميم والهندسة والبحث والتطوير، وما قد ينجم عن ذلك من تجارب تحويلية. وبالتعاون مع زملائي المصممين، شرعت في استكشاف استراتيجية التصميم لدى سامسونج بعمق، حتى أتمكن من فهم جذورنا، والإلمام بتصور لنمونا في المستقبل.
اختلاف الأوقات مع ثبات الالتزام
التزمت سامسونج في العام 1996 بفلسفة عنوانها: “إلهام من البشر لنصنع المستقبل”. وهذا يعني أن إبداعاتنا مصممة وفق فهم عميق للمستخدمين، كما يحدونا إيمان راسخ بأن النهج الذي يركز على المستخدم يعتبر مفتاح المستقبل.
إننا نشعر بهذا بشكل أعمق بعد ما يقرب من 30 عاماً في وقت أصبح فيه التفاعل البشري أكثر سلاسة. ويبدي المستخدمون تقديراً للتجارب أكثر من الإنجازات والتقدم التكنولوجي. وعمدنا إلى الارتقاء بفلسفة التصميم في سامسونج وفق ثلاث هويات للتصميم، وهي أن تكون منتجاتنا أساسية ومبتكرة ومتناغمة.
ويعطي التصميم الأساسي الأولوية لوضوح الغرض وسهولة الاستخدام اليومي، بينما يؤكد التصميم المبتكر على الأصالة، ويعكس الغرض بطرق جديدة ومميزة. أما التصميم المتناغم فيضمن أن تعمل جميع العناصر معاً لغرض شامل، وأن يتماشى مع القيم المجتمعية والبيئية والأخلاقية.
إلهام من البشر لصنع المستقبل
تتجسد هويات التصميم الثلاث في أحدث منظومات أجهزتنا وبرامجنا.
ولو أخذنا على سبيل المثال عملية طي الهاتف الذكي وفتحه، قد يبدو أن الأمر بسيطاً. ومع ذلك، فإن هذه البساطة التي يشعر بها المستخدمون لا تتحقق إلا من خلال التركيز الصارم على ما هو أكثر أهمية وبديهية. ويؤكد المظهر البسيط والأنيق والوظائف المفصلة المتخصصة على التزامنا والجمال المتأصل في التصميم الأساسي.
وقمنا برفع معايير بيئة العمل للهواتف الذكية القابلة للطي. ومع أن الاختلاف بواقع مليمتر واحد في سماكه الجهاز قد لا يبدو بمثابة تغيير كبير، لكن كل جرام ومليمتر في جهاز قابل للطي يتطلب تحقيق إنجاز هندسي هائل، كما يحتاج إلى درجة عالية من البراعة المقترنة بالشغف. وعندما يتحقق ذلك بشكل جيد، تكون الفائدة التي تعود على المستخدمين هائلة. ولهذا السبب تهدف ابتكاراتنا لجعل أحدث الأجهزة القابلة للطي أقل نحافة وأخف وزناً من أجيالها السابقة.
وتكتمل هواتف سامسونج Galaxy القابلة للطي بتجربتها الشخصية من قبل مستخدميها. ومن خلالها، يمكنك التعبير عن الذات بمستويات جديدة بفضل تجربة الكاميرا الأكثر مرونة. وتستطيع التقاط الزاوية المثالية بدون استخدام اليدين. وتعمل تجربة المهام المتعددة المحسّنة مثل الكمبيوتر الشخصي أيضاً على رفع مستوى الإنتاجية، حيث يمكنك العمل والتعاون واللعب في أثناء التنقل.
لقد تم تصميم الأجهزة اللوحية من سامسونج Galaxy والأجهزة القابلة للارتداء بنفس الروح، فهي تعمل مع بعضها بشكل متناغم في منظومة يمكنها أن تفتح الباب أمام تجربة متصلة وقوية، وتعمل كامتداد سلس لاحتياجاتك وأولوياتك وشخصيتك الفريدة.
ومهما كانت تجربة سامسونج Galaxy عندما نقول “إلهام من البشر”، فإننا لا نعني الأشخاص فقط، بل يشمل ذلك مجتمعاتهم وبيئتهم وكوكبهم. وعند تصميم هذه الأجهزة، تمت مراعاة الاستدامة للمستقبل، لأن أصغر الإجراءات يمكن أن تسهم في إحداث تأثير كبير، مثل حماية كوكبنا. وعندما نقول ، “نصنع المستقبل”، فهذا يتضمن مسؤوليتنا اليوم لضمان غدٍ مستدامٍ لجيل المستقبل.
رحلتنا المشتركة إلى غدٍ أفضل
عندما يقترن التصميم مع الابتكار التكنولوجي، ستتحقق إمكانات جديدة. وعند استخدام الناس للتقنيات المبتكرة، يمكنهم تحقيق أقصى استفادة من يومهم، وبالتالي العمل من أجل غدٍ أفضل. وندعوك للانضمام إلينا في Unpacked، حيث سنكشف على أحدث أجهزتنا وتجاربنا المستوحاة منكم، والتي تم إنشاؤها من أجلكم.
وبما أن صنعها قد استغرق بطريقة ما قرابة 30 عاماً، فإنها تعدّ تتويجاً لعقود من التصميم المستوحى من الإنسان. ومع ذلك تعدّ هذه أيضاً مجرد بداية، فرؤية الطرق التي تمتزج بها ابتكاراتنا في حياتك، وما تتيحه من إمكانات جديدة للإبداع أو الإنتاجية أو التعبير عن الذات، ستلهم الخطوات التالية في رحلتنا. ومن هذا المنطلق، دعونا نبحر في هذه الرحلة سوياً، ونستخدم التصميم والتكنولوجيا لخلق مستقبل وفق تطلعاتكم.