أفاد مصدر مقرب من الرئاسة في النيجر، بأن عناصر من الحرس الرئاسي حاصروا مكتب الرئيس محمد بازوم، ومقر إقامته، ومنعوا الوصول إليه، صباح اليوم الأربعاء، لسبب غير محدد حتى الآن.
وبينما تساءلت تقارير عما إذا كانت هناك محاولة انقلاب، ذكرت وكالة "فرانس برس" أن حركة المرور طبيعية في محيط المقر الرئاسي، كما لم تسمع أصوات إطلاق نار، ولم تظهر أي آليات عسكرية.
وقال أحد أقارب الرئيس، في اتصال مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن الرئيس بازوم وزوجته "بخير وبصحة جيدة" وهما موجودان في المقر الرئاسي، مؤكدا أن ما يجري "ليس انقلابا"، لكنه توتر بسبب "مشكلة مع الحرس الرئاسي"، دون مزيد من التفاصيل.
وفي السياق ذاته، نقلت مجلة "جون أفريك" عن مصدر عسكري إقليمي، قوله إن المتمردين الذي يوقفون الرئيس لا يزال عددهم غير معروف، فيما قال مصدر آخر مقرب من الرئاسة للمجلة، إن بازوم "سليم ومعافى" و"يتفاوض" مع الجنود المعنيين.
وتعد هذه الدولة الواقعة في منطقة الساحل من أفقر دول العالم، وتاريخها مليء بالانقلابات العسكرية، آخرها ذاك الذي أطاح بالرئيس مامادو تانجا، في فيفري 2010.
وكانت آخر محاولة انقلاب، قبل يومين من حفل تنصيب الرئيس الحالي محمد بازوم، في مارس من العام 2021.
وفاز بازوم (63 عاما)، وهو حليف وثيق لفرنسا، بحصوله على 55 في المئة من الأصوات في الشوط الثاني من الانتخابات، الذي نظمت في فبراير 2021، مقابل 44 في المئة من الأصوات حصل عليها خصمه محمد عثمان، مرشح المعارضة، الذي سبق أن حكم البلاد في تسعينيات القرن الماضي.
بازوم يتحدر من قبيلة "أولاد سليمان" العربية، وكانت تربطه صداقة قوية وعلاقة شخصية متينة بالرئيس السابق محمدو يوسفو، إذ أسسا معا الحزب النيجري للديمقراطية والاشتراكية قبل ثلاثين عامًا، وبعد عقدين من النضال، وصل الحزب إلى الحكم (2011)، فكان يوسفو هو الرئيس وبازوم هو رجل الثقة الذي أُسندت إليه حقيبتان وزاريتان شائكتان ومعقدتان، خلال السنوات العشر الماضية (الداخلية والخارجية).