خلص تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى أنّ القصف الذي تعرّض له قسم الولادة في مستشفى الشفاء في غزة يوم الجمعة الماضي تمّ بواسطة قذيفة من الجيش الإسرائيلي وليس كما زعمت إسرائيل بأنّه ناتج عن قذيفة أطلقتها الفصائل الفلسطينية بالخطأ على المستشفى،وذلك وفقا لما نقله موقع تلفزيون سكاي نيوز عربية.
ووفقا لنيويورك تايمز، فإنّ تحليل الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بغارات يوم الجمعة الفائت أظهرت أنّ بعض الذخائر أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلية على الأرجح. على الرغم من زعم إسرائيل بأنّ المسلحين الفلسطينيين أخطأوا في إطلاق مقذوفات.
فبعد دقائق من الساعة الواحدة من صباح يوم الجمعة، ومع احتدام القتال بين قوات الاحتلال الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية، انطلقت قذيفة فوق أكبر مجمع الشفاء الطبي في غزة، واصطدمت بوسط باحة مستشفى الشفاء، وهو المكان الذي لجأ إليه آلاف النازحين من غزة.
وسقطت القذيفة على بعد أمتار قليلة من أحمد حجازي، وهو شخصية على وسائل التواصل الاجتماعي كان يوثق الصراع. وقام بتصوير مقطع فيديو للقذيفة وهي تتطاير، ثم لرجل يتألم وتشوهت ساقه من جراء الاصطدام.
كانت هذه هي الأولى من بين 4 ضربات على الأقل استخدمت فيها ذخائر متعددة على أقسام مختلفة من المجمع المترامي الأطراف بين الساعة 1 صباحًا و10 صباحًا يوم الجمعة.
وقال مدير مستشفى الشفاء الدكتور محمد أبو سلمية في اتصال هاتفي إنّ 7 أشخاص قتلوا وأصيب عدد آخر.
وبعد ساعات من الانفجار الأخير، ألقى الجيش الإسرائيلي باللوم على مسلحين فلسطينيين غير محددين، قائلا إن “قذيفة خاطئة” استهدفت قوات الجيش الإسرائيلي المنتشرة في مكان قريب أصابت المستشفى بدلا من ذلك.
لكن يتّضح أنّ 3 على الأقل من القذائف التي أصابت المستشفى كانت ذخائر إسرائيلية، وفقا لصور شظايا أسلحة تم جمعها والتحقق منها من قبل صحيفة نيويورك تايمز وحللها الخبراء.
وقالت الصحيفة إنّ “تأكيد إسرائيل بأن مستشفى الشفاء أصيب بالفعل بقذيفة فلسطينية يعكس ادعاءات وادعاءات مضادة مماثلة – ولم يتم حلها – في أعقاب قصف على فناء المستشفى الأهلي المعمداني، قبل شهر تقريبًا”.
بالإضافة إلى بقايا الذخائر، يظهر تحليل لقطات الفيديو أنّ 3 من القذائف أطلقت على المستشفى من الشمال والجنوب، على عكس المسار الغربي المشار إليه في الخريطة التي نشرها الجيش الإسرائيلي، والتي قال إنها مبنية على الرادار.
وأظهرت مراجعة لصور الأقمار الصناعية وجود قوات الدفاع الإسرائيلية في مواقع شمال وجنوب المستشفى في وقت مبكر من يوم الجمعة.
ولا يبدو أنّ الضربات التي حللتها صحيفة التايمز تستهدف البنية التحتية تحت الأرض، حيث ضربت اثنتان من القذائف الطوابق العليا في جناح الولادة.