أكّدت الصحفيّة المختصّة في الشأن الفلسطيني في إيطاليا رومانا روبيو، أنّه من واجب الصحفي عدم جعل ضحايا هذه الإبادة الشّنيعة يبدون مجرّد أرقام فقط، بل يجب التركيز على أنسنتهم والحديث عمّا كانت عليه حيواتهم من قبل، والعمل باستمرار على نقل تفاصيل الفلسطينيّين اليومية.
وشدّدت على ضرورة مواصلة الحديث عن الحياة في غزّة لا عن الموت فقط.
وقالت الكاتبة الإيطالية: ''المقاومة ليس لها شكل واحد وهي ليست المقاومة الثقافيّة فقط، على أهميّتها، ولا حتّى الصمود بشكله اليومي، كما أنها ليست الكفاح المسلّح فقط.. من يحدّد شكل المقاومة الأنسب هم الفلسطينيّون وحدهم''.
وأضافت: “التغيّر الثقافي تسبّب فعلا في تشويش ''إيديولوجي'' كبير أثّر في دعم القضيّة الفلسطينيّة في إيطاليا، حيث أصبح اليسار يستلهم أفكاره تحديدا من التوجّهات الثقافية الأمريكيّة الجديدة، ممّا أنتج أزمة فكريّة لدى مثقّفي إيطاليا، سببه أنّ اعتناق النّزعة الأمريكيّة في هذا الصدد يجعل من تجارب تاريخيّة كبيرة في المقاومة على غرار التّجربة الجزائريّة، أو الجنوب إفريقية أو حتى الإيطالية نفسها والكوبية، خارج المعايير المقبولة''.
وأثارت روبيو بكتاباتها سخط الصحافة الإيطالية الموالية لكيان الاحتلال منذ الأيّام الأولى للعدوان على غزّة، إذ كتبت عنها صحيفة ''إل جورنالي'' في مقال بتاريخ 11 أكتوبر الماضي: ''تلك الصحفيّة تتحدّث في حساباتها في مواقع التواصل هذه الأيّام عن إرهابيّي حماس بوصفهم “مقاومة''، وتلك التي ترفق تعليقاتها باقتباسات على شاكلة “إنّ النّصر القادم”.
وواصلت الجريدة اليمينيّة:''أنّها روبيو التي كتبت: قلوبنا مع الشعب الفلسطيني العظيم، الشعب الذي لم يقبل التدجين''.
وتعمل روبيو رئيسة تحرير النسخة الإيطالية من صحيفة “بالستاين كرونيكل” التي أسسها باللغة الإنجليزية ويديرها الصحفي الفلسطيني المقيم في الولايات المتحدة رمزي بارود.