عالميا

نيويورك تايمز : منظمات إنسانية دوليّة تطالب بايدن بوقف السقوط الحرّ المروع في غزة

 ''إن الأحداث المروّعة التي تتكشّف أمامنا تشكّل سردية عالمية، إذا لم تتغير، فسوف تكشف عن إرث من اللامبالاة في مواجهة معاناة لا توصف، والتحيز في تطبيق قوانين النزاع، وإفلات الجهات الفاعلة التي تنتهك القانون الإنساني الدولي من العقاب. يجب على حكومة الولايات المتحدة أن تتحرّك الآن وأن تناضل من أجل الإنسانية''.

بهذه الكلمات ختمت مجموعة من رؤساء المنظمات الإنسانية مقالا نشرته صحيفة ''نيويورك تايمز''، طالبوا من خلاله إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بإنهاء تدخّلاتها الدبلوماسية في الأمم المتحدة، وعرقلة الدعوات لوقف إطلاق النار إنساني فوري في القطاع الذي يشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء تواصل العدوان.
ونشرت الصحيفة مقالا لكل من: ميشيل نان، وتجادا دوين ماكينا، وجان إيغلاند، وآبي ماكسمان، وجيريمي كونينديك، وجانتي سويريبتو، أشاروا فيه إلى إنّ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال مرة إن استهداف التدفئة والمياه والكهرباء في أوكرانيا كان بمثابة “تعامل وحشي مع شعب أوكرانيا'' و''همجية''. ويجب على إدارة بايدن أن تعترف بأن الأمر نفسه ينطبق على غزة وتغير مسارها، ابتداء بالتوقف عن معارضة وقف إطلاق النار في مجلس الأمن.
وشدّد رؤساء المنظمات الإنسانية على أنّ الدبلوماسية الأمريكية لم تحقق حتى الآن في الحرب الدائرة بقطاع غزة، الأهداف التي نقلها بايدن وهي؛ حماية المدنيين الأبرياء، والالتزام بالقانون الإنساني، وتقديم المزيد من المساعدات، مشيرين إلى ضرورة اتخاذ إدارة بايدن تدابير ملموسة -كما تفعل في صراعات أخرى- من أجل وقف السقوط الحرّ المروع في قطاع غزة.
ودعت المجموعة زعماء العالم – وخاصة حكومة الولايات المتحدة – إلى ضرورة أن يفهموا أن المنظمات الانسانيّة لا تستطيع إنقاذ الأرواح في ظل هذه الظروف، مشيرة إلى الحاجة إلى تغيير كبير في نهج الحكومة الأمريكية لانتشال غزة من هذه الهاوية.
وشدّدت المجموعة في البداية، على ضرورة أن توقف إدارة بايدن تدخلاتها الدبلوماسية في الأمم المتحدة، وعرقلة الدعوات لوقف إطلاق النار.
ونوه رؤساء المنظمات الإنسانية إلى أن أكثر من 80 ٪ من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أصبحوا نازحين، في حين يجبرهم الهجوم الإسرائيلي الأخير على التجمع في قطعة صغيرة من الأرض، بحسب تعبيرهم.
تقول المجموعة في مقالها: ''الحق في الدفاع عن النفس لا يتطلّب ولا يمكن أن يتطلب إطلاق العنان لهذا الكابوس الإنساني على ملايين المدنيين. إنّه ليس طريقا إلى المساءلة أو التعافي أو السلام. لم تشهد أي حرب أخرى يمكن أن نفكر فيها في هذا القرن أن يكون المدنيون محاصرين إلى هذا الحدّ، دون أي وسيلة أو خيار للهروب لإنقاذ أنفسهم وأطفالهم''.
ولفتوا إلى أنّ موظفي المنظمات الحقوقية في غزة ليسوا آمنين جراء قصف الاحتلال المتواصل، موضحين أن زملاءهم في القطاع يتخذون القرار بالبقاء مع عائلاتهم في مكان واحد، حتى يتمكنوا من الموت معا أو الخروج للبحث عن الماء والطعام.
وأشار رؤساء المنظمات الإنسانية إلى أن هناك حديث مستمر بين القادة في واشنطن عن الاستعداد لـ ''اليوم التالي''، محذّرة من أن استمرار هذا القصف والحصار بلا هوادة، لن يكون هناك ''يوم تالي'' في غزة، وسيكون متأخّرا جدّا، مشدّدين على أن مئات الآلاف من الأرواح في خطر اليوم.