نقل موقع ''أكسيوس'' الإخباري الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قولهم إنّ الوسطاء القطريين والمصريين والأمريكيين يكثفون جهودهم من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزة وصفقة تبادل أسرى، في ظل مخاوف متزايدة من تدهور الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية والقدس خلال شهر رمضان المبارك، وفق ما نقله موقع العربي الجديد.
شروط حماس
ونقلت صحيفة ''وول ستريت جورنال'' الأمريكية، عن مسؤول في حماس قوله، إن الحركة الفلسطينية ''متمسكة بمطالبها بإنهاء دائم للحرب'' خلال المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر، للتوصل لوقف مؤقت لإطلاق النار بقطاع غزة خلال شهر رمضان، وذلك وفق موقع تلفزيون قناة الحرة الأمريكية.
ويجتمع المفاوضون العرب، اليوم الأحد، في القاهرة، حيث يخططون للضغط من أجل وقف إطلاق نار ''أقصر بكثير مما تمت مناقشته من قبل (وقف القتال لمدة يومين فقط بداية شهر رمضان، الذي سيبدأ إما الإثنين أو الثلاثاء)''.
وقال عضو المكتب السياسي لحماس، حسام بدران، للصحيفة: ''لم نعلن عن توقف المفاوضات.. نحن الطرف الأكثر حرصا على وقف هذه الحرب''.
وقال بدران، الذي كان يتحدث في مكتب حماس بالعاصمة القطرية الدوحة، إن شروط الحركة، بجانب وقف دائم للحرب، تتمثل في ''السماح للمدنيين النازحين بالعودة إلى منزلهم في شمال غزة، والسماح بتدفق المساعدات الكافية عبر جميع المعابر، وخطة لإعادة بناء غزة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع''.
ويسعى عشرات الآلاف من الفلسطينيين، الذين يواجهون قيوداً على الحركة، الوصول خلال رمضان إلى المسجد الأقصى الخاضع لسيطرة أمنية إسرائيلية مشددة، بينما يحاول الوسيطان المصري والقطري إنجاح اقتراح يتضمن وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 40 يوماً، وإطلاق سراح نحو 40 إسرائيلياً من ضمن الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس في القطاع.
بايدن: الاتّفاق قبل رمضان ''يبدو صعبا''
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد قال الجمعة إنّ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بحلول بداية شهر رمضان ''يبدو صعبت''.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان لا يزال من الممكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل شهر رمضان، قال بايدن في مقابلة أجرتها معه شبكة ''إم إس إن بي سي'' يوم السبت: ''أعتقد أن ذلك ممكن دائماً. لن أتخلى عن ذلك الهدف أبداً''.
في الأثناء، نقل موقع ''أكسيوس''عن مسؤول إسرائيلي قوله إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ''سي آي إيه'' وليام بيرنز، أجرى لقاءً سرياً الجمعة في الأردن مع رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي ''الموساد''، ديفيد برنيع، ناقشا خلاله جهود التوصل إلى صفقة تبادل أسرى في غزة.
وأكد برنيع، في بيان رسمي، أنه مستمر في العمل ''من أجل سير المفاوضات والتعاون مع الوسطاء لجسر الهوّة، والتوصّل إلى اتفاق من أجل إخراج المحتجزين الإسرائيليين من قطاع غزة''، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
من جهتها، أوردت صحيفة ''واشنطن بوست''أن بيرنز حلّ بالعاصمة القطرية الدوحة الجمعة من أجل عقد لقاءات مع المفاوضين للوصول بمحادثات وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى إلى خط النهاية قبل بدء رمضان.
ويوم الخميس، أعلن مسؤول رفيع في حركة حماس أنّ وفدها غادر القاهرة حيث كان يشارك في مباحثات بشأن هدنة في قطاع غزة، مؤكداً أنّ الرد الإسرائيلي الأولي ''لا يلبّي الحد الأدنى مما تطلبه الحركة''.
كذلك، قالت الحركة في بيان مقتضب، الخميس، إن محادثات وقف إطلاق النار في غزة ستُستأنف الأسبوع المقبل، ما يجعل من غير المرجح التوصل إلى اتفاق قبل حلول شهر رمضان.
وتقدّر إسرائيل وجود أكثر من 125 محتجزاً في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 أسير فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.
وسبق أن سادت هدنة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي لأسبوع من 24 نوفمبر حتى الأول من ديسمبر 2023، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
وخلف الحدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل في البنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بعد دعوى رفعتها عليها جنوب أفريقيا، متهمةً إياها بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية خلال حربها على القطاع.