عالميا

الاحتلال يقصف مركز مساعدات تابع للأونروا في رفح

 أدانت مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية بأشد العبارات، غياب الإرادة السياسية والمحاسبة الذي يسمح لقوات الاحتلال الإسرائيلي التمادي في استهداف المدنيات والمدنيين، وكان آخرها استهداف مركز توزيع مساعدات تابع للأمم المتحدة في رفح جنوب القطاع، خلال عملية توزيع مساعدات.

وقالت مؤسسات حقوق الإنسان في بيان صحفي، إنٍ استمرار الاحتلال في ارتكاب هذه الجرائم المروّعة والمشينة يعكس إصرارها على حرمان المدنيات والمدنيين الفلسطينيين من الحصول على المواد الغذائية والتموينية واستخدام التجويع سلاحا ضمن هجومها العسكري الواسع المستمر لليوم الـ159 على التوالي، مع عجز المجتمع الدولي الذي كرّس سياسة الإفلات من العقاب التي تحظى بها إسرائيل نتيجة الحصانة التي توفّرها لها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية.
ووفق المعلومات التي جمعها باحثو المؤسسات ففي حوالي الساعة 11:50 صباح الأربعاء 13 مارس، استهدفت طائرة مسيّرة لقوات الاحتلال مقر توزيع المساعدات الإنسانية التابع للأونروا في الحي الإداري في مدينة رفح أثناء توزيع الطحين على السكان، ما أسفر عن استشهاد 5 مدنيين، بينهم طفل، وأحد موظفي الأونروا وأحد أفراد الشرطة التي يعمل عناصرها على حماية توزيع المساعدات وتأمينه، مثلما أصيب عدد آخر من المدنيين بجروح مختلفة بينهم 22 من موظفي الأونروا.
والمرفق المستهدف يُستخدم لتوزيع الأغذية والمواد المنقذة للحياة على النازحين، لا سيما في رفح حيث يتكدّس في ظروف كارثية أكثر من 1.5 مليون معظمهم نازحون من أصل 2.4 مليون هم سكان غزة.
وتسعى دول عدة في الأسابيع الماضية إلى اعتماد آليات ومسارات جديدة لإيصال المساعدات، شملت إلقاء المساعدات جوا وتدشين ممر بحري من قبرص.
أمام مجلس الأمن الدولي، قال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إنّ “التجويع يُستخدم سلاح حرب” في غزة.
وتقول هيئات الإغاثة إنّ إيصال المساعدات برّا تعيقه إسرائيل عبر عمليات تفتيش مضنية والقصف الذي يعرقل توزيعها. ومن ثم، تُبذل مساع لإنزال المساعدات جوّا أو إيصالها عبر ممر بحري مع قبرص من حيث انطلقت السفينة الإسبانية “أوبن آرمز” وعليها 200 طن من الأغذية.
وأضاف: ''المساعدات تُرسل ولكن لا يوجد من يستلمها ويوزّعها بشكل منظم.. هناك تجار ومحتكرون، والأسعار ترتفع وتنخفض على وقع المواد التي تدخل. إنهم يتلاعبون بنا''.
وأعلن الأردن تنفيذ سبع عمليات إلقاء مساعدات من الجو في شمال القطاع، الأربعاء، بمشاركة مصر والولايات المتحدة وبلجيكا. وتستعد ألمانيا للمشاركة لاحقا. وأعلنت لندن إرسال 150 طنّا من المساعدات، وسيتبعها مستشفى ميداني.
وقال برنامج الأغذية العالمي إنّه ''سلّم أغذية تكفي 25 ألف شخص في مدينة غزة الثلاثاء في أول قافلة ناجحة إلى الشمال منذ 20 فيفري'' عبر المعبر رقم 96 في منطقة السودانية. وأضاف: ''مع الناس في شمال غزة على شفا المجاعة، نحتاج إلى توصيل المساعدات كل يوم''.
وهذه الكميات لا تلبّي الحد الأدنى من الاحتياجات وفق الأمم المتحدة التي تحذّر من أنّ 2.2 مليون شخص مهدّدون بالمجاعة.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنييس كالامار، إنّ ''المجتمع الدولي يجب أن يكون مستعدا لمحاسبة إسرائيل… نحن لا نمسك بالعصا التي تسمح بوقف تلك الانتهاكات''.
وتابعت: ''لذلك فإنّ عمليات الإنزال الجوي وبناء ميناء هي دلالة على العجز والضعف من جانب المجتمع الدولي. في غضون ذلك، نستمر في إرسال الأسلحة. هذا أمر غير مقبول فعلا''.