ثقافة و فن

ظافر العابدين : ''إلى إبني'' فيلم سعودي بروح تونسية

 قال النجم التونسي ظافر العابدين على هامش عرض عمله السينمائي الجديد “إلى ابني” بقاعة الطاهر شريعة بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بتونس العاصمة “إنه فيلم سعودي بروح تونسية”.

وكشف العابدين في تقديمه لهذا العمل أنه “تجربة مختلفة استمتعت بها، من خلال هذا الفيلم الذي يروي قصة إنسانية يمكن لأيّ كان أن يجد نفسه فيها”.

وأوضح في حوار مع الصحافيين إثر عرض الفيلم، أن سيناريو هذا العمل الذي كتبه بالاشتراك مع التونسية صفاء المسعدي، حرص على نقل تجربة الهجرة والحالة النفسية التي يعيشها المهاجر أحيانا، وتمسّكه بالعائلة وبالعودة إلى الجذور. وأشار إلى وجود منطلق ذاتي في الكتابة عن هذا الجانب، خاصة وأنه كان يعيش في لندن في وقت ما، معربا عن سعادته بالعودة إلى لندن كمخرج لا كممثل، واصفا ذلك بالحلم الذي لطالما تمنّى تحقيقه.
ويروي الفيلم قصة رجل شاب سعودي كان مقيما في لندن لمدة 12 سنة قبل أن يقرّر وضع حد لإقامته في المهجر ويعود رفقة ابنه ذي السبع سنوات إلى مسقط رأسه مدينة أبها جنوب المملكة العربية السعودية، حاملا سرا لا يبوح به لأحد. وعلى مدى أكثر من ساعة يتابع المتفرج أحداث هذا الفيلم الذي يطرح في الأثناء جملة من القضايا منها حالة الغربة والاغتراب التي يعيشها المهاجر، والروابط الأسرية المتينة رغم وجود أب متسلّط يرفض التحاور ويريد تقرير مستقبل أبنائه.
ويشارك في بطولة هذا العمل إلى جانب ظافر العابدين، كل من الفنانين السعوديين إبراهيم الحساوي، وسمر شيشة وإيدا القصي وخيرية نظمي وسارة اليافعي، بالإضافة إلى الممثل الأردني آدم أبوسخا والممثلة البريطانية إميليا فوكس، والنجم الصاعد اللبناني السعودي المولد آدم زهر، فضلا عن مساهمة فريق تقني جله من الكفاءات التونسية.
ولا يمكن لمن يشاهد هذا العمل الذي تم تصوير مشاهده بين لندن وجدة وأبها السعودية بتضاريسها وأسواقها ومتاحفها الجبلية، ألا يلحظ أن هذا الفيلم يصور كذلك جوانب من البنية التحتية للمملكة العربية السعودية والتطور الذي يشهده المجتمع على عدة مستويات خاصة على مستوى تحرر المرأة وانفتاحها سواء على مستوى قيادة السيارة أو في مجال العمل وقيادتها للمشاريع أو خروجها دون نقاب أو اختيارها الحر لدراستها ولشريك حياتها، وغيرها من المسائل، مما يجعل المتفرج يستحضر “رؤية السعودية 2030” وهو يتابع اللقطات التصويرية وسير أحداث الفيلم التي لم يكن اختيارها اعتباطيا بالمرة.
وإلى جانب التقنيات السينمائية المعتمدة، لا يمكن لمن يشاهد فيلم “إلى ابني” ألا تغالبه دمعة حارة وهو يتابع قصصا إنسانية تصور علاقة الأب بابنه والجد بحفيده والشاب بشقيقته، وسط أجواء مشحونة بالمحبة والتعاطف والخوف من الفراق المحتمل على أكثر من مستوى.
وفي حديثه عن العروض السابقة لهذا العمل الجديد، اعتبر ظافر العابدين أن عرض هذا الفيلم في مهرجان البحر الأحمر في دورته الأخيرة كان تحديا كبيرا بالنسبة إليه، ومسؤولية جسيمة خاصة وأنه أمام جمهور السعودية، معربا عن ارتياحه بعد العرض لردود الفعل الإيجابية والصدى الذي لقيه.
ووفقا لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أكد العابدين حرصه على أن يقع عرض هذا العمل بدعم من “إيزي للتوزيع” في مختلف المدن والجهات التونسية بقطع النظر عن المشاركات في التظاهرات السينمائية الكبرى وترشيحه لنيل جوائز مسابقاتها.